وهكذا تمر هذه المأساة الارهابية في ظل اجراءات ارهابية ، فالشهود ان لم يشهدوا فمصيرهم القتل أو السجن أو التشريد ، والنظام ممعن بالتغطية خوف (صفحه ٢٥٤) الفتنة فيما يزعمون ، والامام تنتهك حرمته دون أن ، يهتز لذلك الضمير العباسي ، والناس لا حول لهم ولا طول ، فالارهاب أفظع ما يدركه التصور قسوة وشدة.
والأعظم مصابا ، والأبلغ وقعا ، أن الامام بقي مسجي في جثمانه الشريف ثلاثة أيام لم يدفن (١).
وكان هذا الاجراء للتحقيق في وفاته ، واستدعاء الشهود ، ووضعه علي الجسر ببغداد ، والمنادي ينادي عليه بذلك النداء الفظيع (٢) بغية اطفاء نور الله تعالي :
(ويأبي الله الا أن يتم نوره ولو كره الكافرون) (٣) صدق الله العلي العظيم
__________________
(١) ابنعنبة / عمدة الطالب / ١٨٥.
(٢) ظ : المجلسي / بحارالأنوار ٤٨ / ٢٢٧.
(٣) سورة التوبة / ٣٢.