تشهدون كلكم أن هذا موسي بن جعفر؟ فقلنا نعم نشهد ... فقال : أترون به أثرا تنكرونه؟ فقلنا : ما نري به شيئا ولا نراه الا ميتا (١) وفي ذلك أورد اليعقوبي : أن السندي أحضر القواد والهاشميين والقضاة ، ومن حضر ببغداد من الطالبيين» (٢) لغرض الشهادة أن الامام مات حتف أنفه.
وفي رواية أن السندي أدخل علي الامام الفقهاء ووجوه بغداد ، وفيهم الهيثم بن عدي وغيره ، فنظروا اليه لا أثر به من جراح ولا خنق ، وأشهدهم أنه مات حتف أنفه ، فشهدوا علي ذلك (٣).
وحينما أخرج جثمان الامام ، وضع علي الجسر ببغداد ، ونودي عليه : هذا موسي بن جعفر قد مات ، فانظروا اليه ، فجعل الناس يتفرسون في وجهه وهو ميت؛ وقد كان قوم زعموا في أيام موسي (عليهالسلام) أنه القائم المنتظر ، وجعلوا حبسه هو الغيبة المذكورة للقائم ، فأمر يحيي بن خالد أن ينادي عليه عند موته :
«هذا موسي بن جعفر الذي تزعم الرافضة أنه هو القائم الذي لا يموت ، فانظروا اليه ، فنظر الناس اليه ميتا» (٤)
واستمر هذا التضليل الاعلامي بالتمويه ، أن الامام مات حتف أنفه حتي نقله الي مثواه الأخير ، ووضعه علي شفير القبر ، فقد أمر السندي بن شاهك خليفته وكان مع الجنازة ، وقد وضعت علي شفير القبر ، أن اكشف وجهه للناس ، قبل أن تدفنه حتي يروه صحيحا لم يحدث به حدث قال : فكشفت عن وجه مولاي حتي رأيته وعرفته ، ثم غطي وجهه ...» (٥).
__________________
(١) ظ : الصدوق / عيون أخبار الرضا ١ / ٩٧ ، المجلسي / البحار ٤٨ / ٢٢٦.
(٢) اليعقوبي / التأريخ ٣ / ١٤٥.
(٣) ظ : ابنالطقطقي / الفخري / ١٧٢ ، الشبلنجي / نور الأبصار / ١٣٩.
(٤) الشيخ المفيد / الارشاد / ٣٣٩.
(٥) الطوسي / الغيبة / ٢٠ ، المجلسي / بحارالأنوار ٤٨ / ٢٢٩.