يا هؤلاء انظروا الي هذا الرجل هل حدث به حدث؟ فان الناس يزعمون أنه قد فعل مكروه به ، ويكثرون في ذلك ، وهذا منزله وفرشه موسع عليه غير مضيق ، ولم يرد به أميرالمؤمنين سوءا ، وانما ينتظره أن يقدم فيناظره أميرالمؤمنين ، وها هو ذا صحيح موسع عليه في جميع أمره فاسألوه.
قال الراوي : ونحن ليس لنا هم الا النظر الي الامام ، والي فضله وسمته ، فقال الامام : أما ما ذكر من التوسعة وما أشبه ذلك فهو علي ما ذكر ، غير أني أخبركم أيها النفر :
«أني قد سقيت السم في تسع تمرات ، واني أخضر غدا ، وبعد غد أموت».
قال الراوي : فنظرت الي السندي بن شاهك يرتعد ويضطرب مثل السعفة (١).
وفي رواية عمر بن واقد ، قال : أرسل الي السندي في الليل يستحضرني ... فحضرت ، فقال : أتعرف موسي بن جعفر؟ فقلت : أي والله اني لأعرفه. وبيني وبينه صداقة منذ دهر. فقال : من ههنا ببغداد يعرفه ممن يقبل قوله؟ فسميت أقواما ... فبعث وجاء بهم ، وقال : هل تعرفون أقواما يعرفون موسي بن جعفر؟ فسموا له قوما فجاء بهم ، فأصبحنا ونحن في الدار (نيف وخمسون) (٢) رجلا ممن يعرف موسي بن جعفر (عليهالسلام) وقد صحبه ... فأدخلنا ، فقال لي : يا أباحفص؛ اكشف الثوب عن وجه موسي بن جعفر ، فكشفته فرأيته ميتا فبكيت واسترجعت.
ثم قال للقوم؛ انظروا اليه؛ فدنا واحد بعد واحد فنظروا اليه؛ ثم قال :
__________________
(١) ظ : الكافي ١ / ٢٥٨ ، المناقب ٣ / ٤٤١ ، البحار ٤٨ / ٢١٢.
(٢) كذا في الأصل.