ومهما يكن من أمر ، فقد كان ذلك بتقدير من الله عزوجل لرفع الظلامة عن الامام في حرمة جثمانه الطاهر ، فأتاح لذلك سليمان ، فقام بما قام.
وجهز الامام علي خير ما يكون غسلا وتحنيطا وكفنه سليمان بكفن فيه حبرة استعملت له بألفين وخمسمائة دينار ، عليها القرآن كله ، ومشي في جنازته مستلبا مشقوق الجيب الي مقابر قريش (١).
وتناهي الاعلام بوفاة الامام الي الناس فتنادوا بذلك ، وسارت المواكب الكبري تشق طريقها في بغداد الي مثواه الأخير في مقابر قريش حيث ضريحه المقدس اليوم في الكاظمية زادها الله شرفا ببركته وبركة حفيده الامام محمد الجواد بن الرضا (عليهماالسلام).
وكانت وفاة الامام (عليهالسلام) في يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر رجب عام ١٨٣ ه كما هو المشهور عند الامامية ، وعليه العمل ، وعند أغلب المؤرخين (٢).
وقيل كان ذلك عام ١٨٦ ه ، وقيل كان ذلك عام ١٨١ ه (٣).
ودفن الامام في «مقابر قريش» غربي بغداد ، بما يسمي اليوم ب «الكاظمية» المقدسة ، وضريحه وضريح حفيده محمد الجواد من المشاهد المنورة في تلك الروضة البهية التي ضمت الجثمانين الطاهرين ، ويعتمر فيه يوميا عشرات الآلاف من الزائرين والوفاد من مختلف الأقاليم ، وعليه قبتان ذهبيتان ، الي جانبهما أربع منائر ذهبية تطلان علي بهوين عظيمين ، يشرفان عليهما وعلي الصحن الشريف ، وداخل الحرم مزين بالكاشاني المعرق ،
__________________
(١) الشيخ الصدوق / كمالالدين ١ / ١١٨ ، عيون أخبار الرضا ١ / ٩٩.
(٢) ظ : اليعقوبي / التأريخ ٣ / ١٤٥ ، الطبري / التاريخ ٨ / ٢٧١ ، الكليني / الكافي ١ / ١٨٦ ، المفيد / الارشاد / ٣٣٩ ، الطوسي / التهذيب ٦ / ٨١ ، الخطيب البغدادي / التأريخ ١٣ / ٣٥ ، ابنخلكان / الوفيات ٤ / ٣٩٥.
(٣) ظ : الكليني / الكافي ١ / ٤٧٦ ، المفيد / الارشاد / ٣٠٧ ، المناقب ٣ / ٤٣٧.