والفسيفساء والأحجار الكريمة ، واستنارته تتمثل بمئات الشموع والمصابيح الكهربائية ، وأرضه ذات بلاط مرمري جذاب يرتفع تدريجيا الي الحيطان من كل جوانب الحرم الشريف بما يقارب ثلاثة أذرع ، حيث تتبع ذلك الزخارف والمرايا وقطع الزجاج الملون حتي يتصل بسقف الحرم الشريف ، فاذا أنير بالكهرباء وقناديل الانارة ، التمست الشعاع يصطدم بالشعاع ، والنور يقترن بالنور ، بما يسر الناظر ، وتدخل روعته في الضمائر ، وهذا الحرم الشامخ يحتضن في وسطه مشبكا فضيا دقيق الصنع ، ينتهي في أعلاه الي زخارف فضية وذهبية بأشكال متنوعة ، وفي داخله صندوقان ثمينان صنعا من الخشب الثمين الموصل بالعاج علي شكل مثلثات ومربعات ومخمسات ، هذان الصندوقان وضعا علي قبري الامامين (عليهماالسلام) وقد وصف هذا المشهد قبل ثمانية قرون ابنخلكان فقال : «وعليه مشهد عظيم فيه من قناديل الذهب والفضة ، وأنواع الآلات والفرش ما لا يحد» (١).
وقد فرش الحرم الشريف بأنواع السجاد الايراني المعروف بنفاسته ودقته ، وتحوط بالحرم أربعة أروقة من الجهات الأربع ، تتصل بالشمال بالمسجد الصفوي ، وعلي يمين الداخل لها من الشرق ضريح صغير عليه مشبك فضي للشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان العكبري اشتمل علي (صفحه ٢٥٧) قبره وقبر أستاذه أبيجعفر بن قولويه. وعلي يسار الداخل مما يلي الرأس الشريف ضريح في الرواق الغربي لنصيرالدين الطوسي ، وهنالك في الأروقة حجر صغيرة في بناء هندسي جميل ضمت أضرحة العلماء والأولياء والأسر الكاظمية العريقة.
والمشهد يتوسط الصحن الكاظمي في سعته وروعته وفضائه الرحب ، وتحيط به الغرف والحجر من جوانبه الأربعة ، وهي تتقلص من الجانب
__________________
(١) ابنخلكان / وفيات الأعيان ٤ / ٣٩٥.