والنظار ، فازالوا منها العين ولم يبق سوى الآثار. فكم من مدرسة اندرست بعد الصلاة والتراويح ، وأمست في ظلمة بعد تلك المصابيح. وهي تقول أصبحت حاصلا ، بعد ما كان ايواني بالقراء عامرا آهلا ، وهذه تقول أضحيت مربطا للبهائم ، بعد ما كنت معبدا للقائم والصائم. وهذه تقول اتخذوني مسكنا ، وهذه تقول جعلوني متبنا. وهذه تقول هدّوني ، واخذوا سقفى وكشفونى. وهذه تقول اخربوا جدارى. وباعوا الباب ، وجعلوني مأوى للكلاب. والاوقاف تستغيث الى المولى المغيث. فيقال لهم اسمعوا كلام الرحمن في محكم القرآن «ان الينا إيابهم ، ثم إن علينا حسابهم»
فيا شوقاه لحسن (الجركسية) وحلاوة (الركنية) ويا لهفاه على (جامع الافرم) و (الناصرية). تغيرت تلك المعاهد ، وغلقت أبواب تلك المساجد والمعابد. انا لله وانا اليه راجعون. ان هذا لهو البلاء الجسيم ، فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم