(إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٩٩) إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (١٠٠) وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ قالُوا إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (١٠١)
____________________________________
الصالحة أهم فإنه صلىاللهعليهوسلم حيث أمر بها عند قراءة القرآن الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فما ظكم بمن عداه صلىاللهعليهوسلم فما عدا القراءة من الأعمال والأمر للندب وهذا مذهب الجمهور وعند عطاء للوجوب وقد أخذ بظاهر النظم الكريم فاستعاذ عقيب القراءة أبو هريرة رضى الله عنه ومالك وابن سيرين وداود وحمزة من القراء وعن ابن مسعود رضى الله عنه قرأت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقلت أعوذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم فقال صلىاللهعليهوسلم قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم هكذا أقرأنيه جبريل عليهالسلام عن لقلم عن اللوح المحفوظ (إِنَّهُ) الضمير للشأن أو للشيطان (لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ) تسلط وولاية (عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) أى إليه يفوضون أمورهم وبه يعوذون فى كل ما يأتون وما يذرون فإن وسوسته لا تؤثر فيهم ودعوته غير مستجابة عندهم وإيثار صيغة الماضى فى الصلة الأولى للدلالة على التحقق كما أن اختيار صيغة الاستقبال فى الثانية لإفادة الاستمرار التجددى وفى التعرض لوصف الربوبية عدة كريمة بإعاذة المتوكلين والجملة تعليل للأمر بالاستعاذة أو لجوابه المنوى أى يعذك أو نحوه (إِنَّما سُلْطانُهُ) أى تسلطه وولايته بدعوته المستتبعة للاستجابة لا سلطانه بالقسر والإلجاء فإنه منتف عن الفريقين لقوله سبحانه حكاية عنه وما كان لى عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لى وقد* أفصح عنه قوله تعالى (عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ) أى يتخذونه وليا ويستجيبون دعوته ويطيعونه فإن المقصور* بمعزل من ذلك (وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ) سبحانه وتعالى (مُشْرِكُونَ) أو بسبب الشيطان مشركون إذ هو الذى حملهم على الإشراك بالله سبحانه وقصر سلطانه عليهم غب نفيه عن المؤمنين المتوكلين دليل على أن لا واسطة فى الخارج بين التوكل على الله تعالى وبين تولى الشيطان وإن كان بينهما واسطة فى المفهوم وأن من لم يتوكل عليه تعالى ينتظم فى سلك من يتولى الشيطان من حيث لا يحتسب إذ به يتم التعليل ففيه مبالغة فى الحمل على التوكل والتحذير عن مقابله وإيثار الجملة الفعلية الاستقبالية فى الصلة الأولى لما مر من إفادة الاستمرار التجددى كما أن اختيار الجملة الاسمية فى الثانية للدلالة على الثبات وتكرير الموصول للاحتراز عن توهم كون الصلة الثانية حالية مفيدة لعدم دخول غير المشركين من أولياء الشيطان تحت سلطانه وتقديم الأولى على الثانية التى هى بمقابلة الصلة الأولى فيما سلف لرعاية المقارنة بينها وبين ما يقابلها من التوكل على الله تعالى ولو روعى الترتيب السابق لانفصل كل من القرينتين عما يقابلها (وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ) أى إذا أنزلنا آية من القرآن مكان آية منه وجعلناها بدلا منها بأن نسخناها بها (وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ) أولا وآخرا وبأن كلا من ذلك ما نزلت حيثما نزلت إلا حسبما تقتضيه الحكمة والمصلحة فإن