عليه ، وكان معه عشرون رجلا فهمّ معاوية بقتلهم ، فأخرجوا إلى عذراء (١).
وقيل : إنّ رسول معاوية جاء إليهم لما وصلوا إلى عذراء يعرض عليهم التوبة والبراءة من علي رضياللهعنه ، فأبى من ذلك عشرة ، وتبرّأ عشرة ، فقتل أولئك ، فلما انتهى القتل إلى حجر رضياللهعنه جعل يرعد ، فقيل له : مالك ترعد! فقال : قبر محفور ، وكفن منشور ، وسيف مشهور (٢).
ولما بلغ عبد الله بن عمر قتله حجر قام من مجلسه مولّيا يبكي.
ولما حجّ معاوية استأذن على أم المؤمنين عائشة فقالت له : أقتلت حجرا! فقال : وجدت في قتله صلاح الناس ، وخفت من فسادهم (٣).
وقيل : إنّ معاوية ندم كل الندم على قتلهم ، وكان قتلهم في سنة إحدى وخمسين (٤).
ابن عوف ، عن نافع قال : كان ابن عمر في السوق ، فنعي إليه حجر ، فأطلق حبوته وقام ، وقد غلبه النحيب (٥).
هشام ، عن ابن سيرين قال : لما أتي معاوية بحجر قال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ، قال : وأمير المؤمنين أنا! اضربوا عنقه ، فصلّى ركعتين ، وقال لمن حضر من أهله : لا تطلقوا عنّي حديدا ، ولا تغسلوا عنّي دما ، فإنّي ملاق معاوية على الجادّة.
حسّان بن ثابت (٦) ـ سوى ت ـ بن المنذر بن حرام الأنصاري النّجّاري ،
__________________
(١) عذراء : بالفتح ثم السكون ، قرية بغوطة دمشق من إقليم خولان معروفة ، وإليها ينسب مرج.
(معجم البلدان ٤ / ٩١).
(٢) طبقات ابن سعد ٦ / ٢١٩ ، الأغاني ١٧ / ١٥١.
(٣) البداية والنهاية ٨ / ٥٥.
(٤) تهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٨٩.
(٥) البداية والنهاية ٨ / ٥٥.
(٦) عن (حسّان بن ثابت) انظر :
مسند أحمد ٣ / ٤٢٢ و ٥ / ٢٢٢ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ١٠٧ ، والأخبار الموفقيات (انظر فهرس الأعلام) ٦٦١ ، والتاريخ الصغير ٤٣ ، والتاريخ الكبير ٣ / ٢٩ رقم ١٢٠ ، وتاريخ خليفة ٢٠٢ ، وطبقات خليفة ٨ ، وفتوح البلدان ١٩ و ٢٠ و ١٤٥ و ١٦٨ و ١٨٢ ، والمنتخب =