وروي أنه قال في شرطه لمعاوية : إن عليّ عدّات وديونا ، فأطلق له من بيت المال نحو أربعمائة ألف أو أكثر.
وكان الحسن رضياللهعنه سيدا لا يرى القتال ، وقد قال جدّه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إن ابني هذا سيد ، وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين» (١).
وقال سكين بن عبد العزيز ـ بصري ثقة ـ : ثنا هلال بن خبّاب قال : قال الحسن بن علي : يا أهل الكوفة لو لم تذهل نفسي عنكم إلّا لثلاث لذهلت : لقتلكم أبي ، وطعنكم في فخذي ، وانتهابكم ثقلي (٢).
ولما دخل معاوية الكوفة خرج عليه عبد الله بن أبي الحوساء بالنخيلة (٣) في جمع ، فبعث لحربه خالد بن عرفطة ، فقتل ابن أبي الحوساء.
* * *
وفي جمادى الآخرة خرج بناحية البصرة سهم بن غالب الهجيمي والخطيم الباهليّ ، فقتلا عبادة بن قرط (٤) الليثي صاحب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بناحية
__________________
= الغيظ ، فلما قدم الحسن بن علي على الكوفة قال له رجل منّا يقال له أبو عامر سفيان بن ليلى ـ وقال ابن الفضل : ـ سفيان بن الليل ـ : السلام عليك يا مذلّ المؤمنين. قال : فقال : لا تقل ذاك يا أبا عامر لست بمذلّ المؤمنين ، ولكنّي كرهت أن أقتلهم على الملك.
وهو عند الخطيب في تاريخ بغداد ١٠ / ٣٠٥ ، ٣٠٦ ، وفي المستدرك على الصحيحين للحاكم ٣ / ١٧٥ وفيه «أبو العريف» بالعين المهملة ، وتابعه الذهبي في تلخيصه للمستدرك ، وابن عساكر ـ تهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٢٢٨.
(١) أخرجه البخاري في الصلح ٥ / ٢٣٥ باب : قول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم للحسن بن علي رضياللهعنهما : إنّ ابني هذا سيّد ... وباب المغازي في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ ص ٢٣٠ رقم ٤١٩ ، والحاكم في المستدرك ٣ / ١٧٤ ، ١٧٥ ، وصحّحه الذهبي في تلخيصه ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٧٨ وقال : رواه الطبراني في «الأوسط» و «الكبير» ، والبزّار ، ورواه ابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق ـ ٤ / ٢٢٦).
(٢) روى الطبري نحوه ، عن زياد البكّائي ، عن عوانة أنّ الحسن قام خطيبا في الناس فقال : يا أهل العراق ، إنه سخّى بنفسي عنكم ثلاث : قتلكم أبي ، وطعنكم إيّاي ، وانتهابكم متاعي.(تاريخ الرسل والملوك ٥ / ١٦٥).
(٣) في الأصل «التحلية» والتصحيح من معجم البلدان ٥ / ٢٧٨ ، والإصابة ، والاستيعاب.
(٤) ويقال «ابن قرص». انظر : تاريخ الطبري ٥ / ١٧١ ، وتاريخ خليفة ٢٠٤ ، والكامل في التاريخ =