دعا له النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «اللهمّ أيّده بروح القدس» (١).
روى عنه : ابنه عبد الرحمن ، وسعيد بن المسيّب ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، وغيرهم.
بلغنا أنّ حسّان ، وأباه ، وجدّه ، وجدّ أبيه ، عاش كلّ منهم مائة وعشرين سنة.
وكان في حسّان جبن (٢) ، وأضرّ بآخره.
__________________
= ق ١ ج ١ / ١٥٦ ـ ١٥٨ رقم ١١٧ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ٢٤٧ ، ٢٤٨ رقم ٤٥٠ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٦١ رقم ٢٢٩ ، والإصابة ١ / ٣٢٦ رقم ١٧٠٤ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٧٥ ، وشذرات الذهب ١٠ / ٤١ و ٦٠ ، والنجوم الزاهرة ١ / ١٤٥ ، ودول الإسلام ١ / ٤٠ ، ومعجم المؤلفين ٣ / ٢٩١.
(١) ذكر المؤلّف ـ رحمهالله ـ في سير أعلام النبلاء ٢ / ٥١٣ حديثا من طريق الزهري عن ابن المسيّب قال : كان حسّان في حلقة فيهم أبو هريرة : فقال : أنشدك الله يا أبا هريرة ، هل سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «أجب عني ، أيّدك الله بروح القدس»؟ فقال : اللهمّ نعم.
(انظر تخريج الحديث هناك ، حاشية رقم ١).
(٢) وصف حسّان بالجبن إثر حادثة رواها ابن إسحاق ، قال : حدّثني يحيى بن عبّاد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه عبّاد ، قال : كانت صفية بنت عبد المطلب في فارع ، حصن حسّان بن ثابت ، قالت : وكان حسّان بن ثابت معنا فيه ، مع النساء والصبيان ، قالت صفية ، فمرّ بنا رجل من يهود ، فجعل يطيف بالحصن ، وقد حاربت بنو قريظة ، وقطعت ما بينها وبين رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وليس بيننا وبينهم أحد يدفع عنّا ورسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والمسلمون في نحور عدوّهم ، لا يستطيعون أن ينصرفوا عنهم إلينا إن أتانا آت. قالت : فقلت : يا حسّان ، إنّ هذا اليهوديّ كما ترى يطيف بالحصن ، وإني والله ما آمنه أن يدلّ على عورتنا من وراءنا من يهود ، وقد شغل عنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأصحابه ، فانزل إليه فأقتله ، قال : يغفر الله لك يا بنت عبد المطّلب ، والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا. قالت : فلما قال لي ذلك ، ولم أر عنده شيئا ، احتجزت ، ثم أخذت عمودا ، ثم نزلت من الحصن إليه فضربته بالعمود حتى قتلته ، قالت : فلما فرغت منه ، رجعت إلى الحصن ، فقلت : يا حسّان ، انزل إليه فاسلبه ، فإنه لم يمنعني من سلبه إلّا أنه رجل ، قال : ما لي بسلبه من حاجة يا بنت عبد المطّلب. (سيرة ابن هشام ٣ / ١٧٨ ، ١٧٩).
وقد علّق السهيليّ ـ رحمهالله ـ على هذا الأمر ، فقال : «محمل هذا الحديث عند الناس على أنّ حسّانا كان جبانا شديد الجبن ، وقد دفع هذا بعض العلماء ، وأنكره ، وذلك أنه حديث منقطع الإسناد ، ولو صحّ هذا لهجي به حسّان ، فإنه كان يهاجي الشعراء كضرار وابن الزبعري ، وغيرهما ، وكانوا يناقضونه ويردّون عليه ، فما عيّره أحد منهم بجبن ، ولا وسمه به. فدلّ هذا على ضعف حديث ابن إسحاق ، وإنّ صحّ فربّما كان حسّان معتلا في ذلك اليوم بعلّة منعته من شهود القتال ، وهذا أولى ما تأوّل. (الروض الأنف ٣ / ٢٨١).