الياقوت في حدود ٣٥٠ ق / ٩٦١ م وتبعه خواجه نصير الدين الطوسي وأتمّ فعله.
وقد أشرنا إلى أقوال العلماء في تحديد عهد المؤلّف ونحن نعتقد أنّ المؤلّف عاش بين النصف الثاني من القرن الخامس والنّصف الأوّل من القرن السّابع ولنا دلائل متعدّدة نشير إليها بالاختصار كما يلي :
١. إنّ المعتقدات الكلامية للمصنّف في هذا الكتاب لا تناسب الأفكار التي نسبها الشيخ المفيد إلى بني نوبخت في كتاب أوائل المقالات والّتي نسبها السيد المرتضى في كتاب الذخيرة (١) والشيخ الطوسي في كتاب تمهيد الأصول في علم الكلام (٢).
والظاهر أنّ ولفرد مادلونغ هو أوّل من نبّه على هذا الموضوع من المقارنة بين أقوال بني نوبخت في أوائل المقالات وكتاب الياقوت وأعتقد أنّ زمن تأليف الياقوت يجب أن يكون القرن الخامس أو بعده (٣).
٢. ذهب أبو إسحاق ابن نوبخت إلى أنّ مناط حاجة الممكن إلى العلّة هو الإمكان. وقال خواجه نصير الدين الطوسي : «والقائلون بكون الإمكان علّة الحاجة هم الفلاسفة والمتأخرون من المتكلّمين والقائلون بكون الحدوث علّة لها هم الأقدمون منهم (٤)».
والجدير بالذكر أنّ خواجه نصير الدين الطّوسي ولد في ٥٩٧ ق ومات في ٦٧٢ ق وهذا يدلّ على أنّ أبا إسحاق كان معاصرا لنصير الدين الطوسي.
٣. شرح هذا الكتاب ابن أبي الحديد المعتزلي (٥) الذي مات في سنة ٦٥٦ ق وهذا يعني أنّ زمن تأليف الياقوت لا يكون بعد النصف الأوّل من القرن السّابع والمقارنة بين هذا
__________________
(١). ص ١١٤.
(٢). ص ١٦٤.
(٣). Wilferd Madelung." Imamism And Mutazilite Theology", La Shiisme Imamite, Paris ، ١٩٧٠ ، P. ٥١.
(٤). تلخيص المحصّل ، ١٢٠.
(٥). محمد باقر الخوانساري ، روضات الجنات ، ٥ / ٢٢ ؛ السيد حسن الصدر ، تأسيس الشيعة ، ٣٦٥.