إن صحّ ، فكيف يثبت قدمه (١).
وهو غنىّ ، أي لا حاجة له إلى غيره وإلّا لكان ناقصا ومنه يستفاد الكمال.
والقول (٢) بالمعاني القديمة باطل ، لأنّ العلم بذا غير العلم بذا ، فيلزم إثبات قدماء لا نهاية لها ولأنّه إن حلّ فيه لم يعقل وإلّا لم يكن عالما أولى منّا ولأنّ قديما (٣) غير الله [تعالى] (٤) باطل بالإجماع وأيضا فلم يكن (٥) هذا ذاتا وذلك (٦) صفة أولى من عكسه.
والاعتماد على تسميته عالما ليس بشيء ، لأنّ أهل اللّغة لم يعلم (٧) معنى ذلك ويثبته (٨) على اعتقادها (٩) واستفادة أمر زائد على الذات من دليل العالمية مسلّم ، لكنّه غير موجود في الخارج ، بل في الذّهن كالطّول للطّويل ، والفعل المحكم يدلّ على أنّه عالم ، لا على ذات العلم.
وليس بجسم ولا جوهر ولا عرض وإلّا كان حدثا ، لما ذكرنا ولم يصحّ أن يفعل
__________________
(١). ذهبت الاماميّة والزيدية والنجّارية والمعتزلة والخوارج إلى انّ كلامه تعالى حادث ، خلافا للأشعرية ، انظر : كشف المراد ، ص ٣١٥ ـ ٣١٦ ؛ إرشاد الطالبين ، ص ٢١٩ ؛ تلخيص المحصل ، ص ٢٨٩ ؛ نهاية الاقدام في علم الكلام ، ص ٢٦٨ ؛ الاقتصاد في الاعتقاد للغزالي ، ص ٧٣ ـ ٨٣ ؛ الإبانة عن أصول الديانة ، ص ١٩ ؛ معالم أصول الدين للرازي ، ص ٦١.
(٢). وهو قول الأشاعرة ، راجع : الإبانة عن أصول الديانة ، ص ٣٨ ـ ٣٩ ؛ لمع الادلّة ، ص ٨٧ ـ ٨٩ ؛ نهاية الأقدام ، ص ٣١٨ وللتفصيل في القول بالصفات وانّها قائمة بالذات ، راجع : مذاهب الإسلاميين ، ١ / ٥٤٥ ـ ٥٤٨ وهذا القول يعارض القول بالأحوال والشيعة يعارضون القول بالأحوال وللتفصيل راجع : مذاهب الإسلاميين ، ١ / ٣٤٢ ـ ٣٦٤ ؛ نهج الحق ، ص ٦٤ ـ ٦٥ ؛ كشف المراد ، ص ٣٥ ـ ٣٩ ، ٢٩٦ ؛ قواعد المرام ، ص ١٠٢.
(٣). في «ب» : قديمان.
(٤). عبارة «تعالى» لم ترد في الأصل.
(٥). في «ب» : لم يكن.
(٦). في «ب» : ذاك.
(٧). في «ب» : لم تعلم.
(٨). في «ب» : غير مقروء وفي الأصل : «تبنيه».
(٩). في الأصل : اعتيادها.