يظعن إلى المغرب فيجد الملائكة قد بطنوا الأرض ، فيقول : ما من محيص ، ثم يظعن يمينا وشمالا إلى أقصى الأرض فيجد الملائكة قد بطنوا الأرض فيقول ما من محيص ، فبينما هو كذلك إذ عرض له طريق كالشراك فأخذ عليه هو وذريته ، فبينما هم عليه إذ هجموا على النار ، فأخرج الله خازنا من خزان النار ، فقال : يا إبليس ألم تكن لك المنزلة عند ربك ، ألم تكن في الجنان؟ فيقول : ليس هذا يوم عتاب ، لو أن الله فرض علي فريضة لعبدته فيها عبادة لم يعبده مثلها أحد من خلقه ، فيقول : فإن الله قد فرض عليك فريضة ، فيقول : ما هي؟ فيقول يأمرك أن تدخل النار فيتلكأ عليه ، فيقول : به وبذريته بجناحيه ، فيقذفهم في النار ، فتزفر النار زفرة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا جثى لركبتيه ، وهكذا رواه ابن أبي حاتم من حديث يعقوب القمي به ، ثم رواه من وجه آخر عن يعقوب عن هارون عن عنترة ، عن أبيه عن ابن عباس (وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ) قال : الإنس والجن يموج بعضهم في بعض.
وقال الطبراني : حدثنا عبد الله بن محمد بن العباس الأصفهاني ، حدثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات ، حدثنا أبو داود الطيالسي ، حدثنا المغيرة بن مسلم عن أبي إسحاق عن وهب بن جابر ، عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إن يأجوج ومأجوج من ولد آدم ، ولو أرسلوا لأفسدوا على الناس معايشهم ، ولن يموت منهم رجل إلا ترك من ذريته ألفا فصاعدا ، وإن من ورائهم ثلاث أمم : تاويل وتأيس ومنسك» هذا حديث غريب ، بل منكر ضعيف.
وروى النسائي من حديث شعبة عن النعمان بن سالم عن عمرو بن أوس عن أبيه ، عن جده أوس بن أبي أوس مرفوعا «إن يأجوج ومأجوج لهم نساء يجامعون ما شاءوا ، وشجر يلقحون كما شاءوا ، ولا يموت رجل إلا ترك من ذريته ألفا فصاعدا».
وقوله : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ) والصور كما جاء في الحديث : قرن ينفخ فيه ، والذي ينفخ فيه إسرافيل عليهالسلام ، كما تقدم في الحديث بطوله ، والأحاديث فيه كثيرة ، وفي الحديث عن عطية عن ابن عباس وأبي سعيد مرفوعا «كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته واستمع متى يؤمر؟» قالوا : كيف نقول؟ قال : «قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا» (١). وقوله : (فَجَمَعْناهُمْ جَمْعاً) أي أحضرنا الجميع للحساب (قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ إِلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ) [الواقعة : ٤٩ ـ ٥٠] (وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً) [الكهف : ٤٧].
(وَعَرَضْنا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكافِرِينَ عَرْضاً (١٠٠) الَّذِينَ كانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ
__________________
(١) أخرجه الترمذي في القيامة باب ٨ ، وتفسير سورة ٣٩ ، باب ٧ ، وأحمد في المسند ١ / ٣٢٦ ، ٣ / ٧ ، ٤ / ٣٧٤.