[حديث آخر] قال الإمام أحمد (١) : حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة ، حدثني عمرو بن مرة قال : سمعت رجلا في بيت أبي عبيدة أنه سمع عبد الله بن عمرو يحدث ابن عمر أنه سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من سمع الناس بعمله سمع الله به ، ساء خلقه وصغره وحقره» فذرفت عينا عبد الله. وقال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا عمرو بن يحيى الأيلي ، حدثنا الحارث بن غسان ، حدثنا أبو عمران الجوني عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «تعرض أعمال بني آدم بين يدي الله عزوجل يوم القيامة في صحف مختمة ، فيقول الله : ألقوا هذا واقبلوا هذا ، فتقول الملائكة : يا رب والله ما رأينا منه إلا خيرا ، فيقول : إن عمله كان لغير وجهي ولا أقبل اليوم من العمل إلا ما أريد به وجهي» ثم قال : الحارث بن غسان روى عنه جماعة وهو ثقة بصري ، ليس به بأس ، وقال ابن وهب : حدثني يزيد بن عياض عن عبد الرحمن الأعرج ، عن عبد الله بن قيس الخزاعي أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «من قام رياء وسمعة ، لم يزل في مقت الله حتى يجلس».
وقال أبو يعلى : حدثنا محمد بن أبي بكر ، حدثنا محمد بن دينار عن إبراهيم الهجري ، عن أبي الأحوض عن عوف بن مالك عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من أحسن الصلاة حيث يراه الناس وأساءها حيث يخلو ، فتلك استهانة استهان بها ربهعزوجل».
وقال ابن جرير (٢) : حدثنا أبو عامر إسماعيل بن عمرو السكوني ، حدثنا هشام بن عمار ، حدثنا ابن عياش ، حدثنا عمرو بن قيس الكندي أنه سمع معاوية بن أبي سفيان تلا هذه الآية (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ) الآية ، وقال : إنها آخر آية نزلت من القرآن وهذا أثر مشكل ، فإن هذه الآية آخر سورة الكهف ، والكهف كلها مكية ، ولعل معاوية أراد أنه لم ينزل بعدها آية تنسخها ولا تغير حكمها ، بل هي مثبتة محكمة ، فاشتبه ذلك على بعض الرواة فروى بالمعنى على ما فهمه ، والله أعلم.
وقال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق ، حدثنا النضر بن شميل ، حدثنا أبو قرة عن سعيد بن المسيب عن عمرو بن الخطاب قال : قال رسول اللهصلىاللهعليهوسلم : «من قرأ في ليلة (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ) الآية ، كان له من النور من عدن أبين إلى مكة حشو ذلك النور الملائكة» غريب جدا.
آخر تفسير سورة الكهف.
__________________
(١) المسند ٢ / ١٦٢ ، ١٩٥.
(٢) تفسير الطبري ٨ / ٣٠٠.