وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن سنان ، حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن خيثمة قال : قال عبد الله ـ يعني ابن مسعود ـ إن النطفة إذا وقعت في الرحم طارت في كل شعر وظفر ، فتمكث أربعين يوما ، ثم تعود في الرحم فتكون علقة.
وقال الإمام أحمد (١) أيضا : حدثنا حسين بن الحسن ، حدثنا أبو كدينة عن عطاء بن السائب عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله قال : مر يهودي برسول اللهصلىاللهعليهوسلم وهو يحدث أصحابه ، فقالت قريش : يا يهودي إن هذا يزعم أنه نبي ، فقال : لأسألته عن شيء لا يعلمه إلا نبي ، قال : فجاءه حتى جلس ، فقال : يا محمد مم يخلق الإنسان؟ فقال «يا يهودي من كل يخلق من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة ، فأما نطفة الرجل فنطفة غليظة منها العظم والعصب ، وأما نطفة المرأة فنطفة رقيقة منها اللحم والدم» فقال : هكذا كان يقول من قبلك.
وقال الإمام أحمد (٢) : حدثنا سفيان عن عمرو عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «يدخل الملك على النطفة بعد ما تستقر في الرحم بأربعين ليلة ، فيقول : يا رب ماذا؟ أشقي أم سعيد ، أذكر أم أنثى؟ فيقول الله ، فيكتبان ، ويكتب عمله وأثره ومصيبته ورزقه ، ثم تطوى الصحيفة فلا يزاد على ما فيها ولا ينقص» وقد رواه مسلم (٣) في صحيحه من حديث سفيان بن عيينة عن عمرو هو ابن دينار به نحوه ، ومن طريق أخرى عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن أسيد أبي سريحة الغفاري بنحوه ، والله أعلم.
وقال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا أحمد بن عبدة ، حدثنا حماد بن زيد ، حدثنا عبيد الله بن أبي بكر عن أنس أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إن الله وكل بالرحم ملكا ، فيقول : أي رب نطفة ، أي رب علقة ، أي رب مضغة ، فإذا أراد الله خلقها قال : أي رب ، ذكر أو أنثى؟ شقي أو سعيد؟ فما الرزق والأجل؟ قال : فذلك يكتب في بطن أمه» (٤) أخرجاه في الصحيحين من حديث حماد بن زيد به.
وقوله : (فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) يعني حين ذكر قدرته ولطفه في خلق هذه النطفة من حال إلى حال وشكل إلى شكل حتى تصورت إلى ما صارت إليه من الإنسان السوي الكامل الخلق ، قال : (فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ).
قال ابن أبي حاتم : حدثنا يونس بن حبيب ، حدثنا أبو داود ، حدثنا حماد بن سلمة ، حدثنا
__________________
(١) المسند ١ / ٤٦٥.
(٢) المسند ٤ / ٦ ، ٧.
(٣) كتاب القدر حديث ٢.
(٤) أخرجه البخاري في الحيض باب ١٧ ، والأنبياء باب ١ ، والقدر باب ١ ، ومسلم في القدر حديث ٥.