عراة غرلا ، فيكون أول من يكسى إبراهيم عليهالسلام ، فيقول : اكسوا خليلي فيؤتى بريطتين بيضاوين فيلبسهما ، ثم يقعده مستقبل العرش ، ثم أوتى بكسوتي فألبسها فأقوم عن يمينه مقاما لا يقومه أحد ، فيغبطني فيه الأولون والآخرون» قال : ويفتح لهم من الكوثر إلى الحوض ، فقال المنافق : إنه ما جرى ماء قط إلا على حال أو رضراض ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «حاله المسك ، ورضراضه اللؤلؤ» فقال المنافق : لم أسمع كاليوم ، فإنه قلما جرى ماء على حال أو رضراض إلا كان له نبت؟ فقال الأنصاري ، يا رسول الله هل له نبت؟ فقال : «نعم قضبان الذهب» قال المنافق لم أسمع كاليوم ، فإنه قلما ينبت قضيب إلا أورق وإلا كان له ثمر ، وقال الأنصاري : يا رسول الله هل له ثمرة؟ قال : «نعم ألوان الجوهر ، وماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل ، من شرب منه شربا لا يظمأ بعده ، ومن حرمه لم يرو بعده».
وقال أبو داود الطيالسي : حدثنا يحيى بن سلمة بن كهيل ، عن أبيه عن أبي الزعراء ، عن عبد الله قال : ثم يأذن الله عزوجل في الشفاعة فيقوم روح القدس جبريل ، ثم يقوم إبراهيم خليل الله ثم يقوم عيسى أو موسى ، قال أبو الزعراء : لا أدري أيهما ، قال : ثم يقوم نبيكم صلىاللهعليهوسلم رابعا فيشفع لا يشفع أحد بعده أكثر مما شفع ، وهو المقام المحمود الذي قال الله عزوجل : (عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً).
[حديث كعب بن مالك رضي الله عنه]
قال الإمام أحمد (١) : حدثنا يزيد بن عبد ربه ، حدثنا محمد بن حرب ، حدثنا الزبيدي عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ، عن كعب بن مالك أن رسول اللهصلىاللهعليهوسلم قال : «يبعث الناس يوم القيامة فأكون أنا وأمتي على تل ، ويكسوني ربي عزوجل حلة خضراء ، ثم يؤذن لي فأقول ما شاء الله أن أقول ، فذلك المقام المحمود».
[حديث أبي الدرداء رضي الله عنه]
قال الإمام أحمد (٢) : حدثنا حسن ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن جبير ، عن أبي الدرداء ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أنا أول من يؤذن له بالسجود يوم القيامة ، وأنا أول من يؤذن له أن يرفع رأسه ، فأنظر إلى ما بين يدي فأعرف أمتي من بين الأمم ، ومن خلفي مثل ذلك ، وعن يميني مثل ذلك ، وعن شمالي مثل ذلك» فقال رجل : يا رسول الله كيف تعرف أمتك من بين الأمم فيما بين نوح إلى أمتك؟ قال : «هم غر
__________________
(١) المسند ٣ / ٤٥٦.
(٢) المسند ٥ / ١٩٩.