وهكذا ساق نسبه الخطيب (١) وقال : حدّث من حفظه دهرا طويلا ولم يكن يستصحب معه كتابا. وكان صدوقا ثبتا ذا مزاح ودعابة ، مشهورا بذلك.
وقال أبو حامد بن الشّرقيّ : كان صالح بن محمد يقرأ على محمد بن يحيى الذّهليّ في الزّهريّات ، فلمّا بلغ حديث عائشة أنّها كانت تسترقي من الجزرة ، قال : من الجزرة. فلقّب به. رواها الحاكم ، عن يحيى بن محمد العنبريّ ، عنه (٢).
وقال الخطيب (٣) : هذا غلط ، لأنّه لقّب بجزرة في حداثته. أخبرنا المالينيّ ، ثنا ابن عديّ : سمعت محمد بن أحمد بن سعدان : سمعت صالح بن محمد يقول : قدم علينا بعض الشّيوخ في الشّام ، وكان عنده عن حريز بن عثمان ، فقرأت عليه : حدّثكم حريز قال : كان لأبي أمامة خرزة يرقي بها [المريض] ، فقلت : جزرة. فلقّب : جزرة (٤).
وقال أحمد بن سهل البخاريّ الفقيه : سمعت أبا عليّ ـ وسئل ـ لم لقّب بجزرة؟ فقال : قدم عمر بن زرارة الحدثيّ بغداد ، فاجتمع عليه خلق ، فلمّا كان عند فراغ المجلس سئلت : من أين سمعت؟ فقلت : من حديث الجزرة ، فبقيت عليّ.
وقال خلف الخيّام : ثنا سهل بن شاذويه أنّه سمع الأمير خالد بن أحمد يسأل أبا عليّ : لم لقّب جزرة ، فقال : قدم علينا عمر بن زرارة فحدّثهم حديثا عن عبد الله بن بشر ، أنّه كان له خرزة للمريض ، فجئت وقد تقدّم هذا الحديث ، فرأيت في كتاب بعضهم ، فصحت بالشّيخ : يا أبا حفص ، كيف حديث عبد الله أنّه كانت له جزرة يداوي بها المرضى؟ فصاح المجّان ، فبقي عليّ حتّى السّاعة.
وقال البرقانيّ : ثنا أبو حاتم بن أبي الفضل الهرويّ قال : كان صالح ربّما
__________________
(١) في تاريخ بغداد ٩ / ٣٢٢.
(٢) تاريخ بغداد ٩ / ٣٢٢.
(٣) في تاريخه ٩ / ٣٢٢ ، ٣٢٣.
(٤) تاريخ بغداد ٩ / ٣٢٣ والزيادة منه.