حمدون الذّهليّ ، وأبو بكر الضّبعيّ ، وأهل نيسابور.
وسمعت أبا زكريّا العنبريّ يقول : كان ابتداء حال أبي عمرو أحمد بن نصر الرئيس الزّهد والورع وصحبة الأبدال ، إلى أن بلغ من العلم والرئاسة والجلالة ما بلغ. ولم يكن يعقب ، فلمّا أيس من الولد تصدّق بأموال ، كان يقال : إنّ قيمتها خمسة آلاف درهم ، على الأشراف والموالي والفقراء (١).
سمعت أبا بكر ـ يعني الضّبعيّ ـ يقول : كنّا نقول إنّ أبا عمرو الخفّاف يفي بمذاكرة مائة ألف حديث (٢).
وصام الدّهر نيّفا وثلاثين سنة (٣). سمعت أبا الطّيّب الكرابيسيّ : سمعت ابن خزيمة يقول على رءوس الملأ يوم مات أبو عمرو الخفّاف : لم يكن بخراسان أحفظ منه للحديث (٤).
سمعت أبا إسحاق المزكّي : سمعت السّرّاج يقول : ما رأيت أحفظ من أبي عمرو الخفّاف. كان يسرد الحديث سردا ، حتّى المقاطيع والمراسيل (٥).
سمعت محمد بن المؤمّل بن الحسن : سمعت أبا عمرو الخفّاف ، يقول :
كان عمرو بن اللّيث الصّفّار يقول لي : يا عمّ ، متى ما عملت (٦) شيئا لا يوافقك فاضرب رقبتي ، إلى أن أرجع إلى هواك (٧).
سمعت محمد بن حمدون الواعظ يقول : مات أبو عمرو الرئيس الّذي كنّا نقول عنه زين الأشراف أبو عمرو الخفّاف في شعبان سنة تسع وتسعين ومائتين (٨).
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ١٣ / ٥٦١ ، ٥٦٢ ، تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٥٥.
(٢) سير أعلام النبلاء ١٣ / ٥٦١ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٠٦ رقم ١٢٠٥.
(٣) تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٥٥ ، سير أعلام النبلاء ١٣ / ٥٦١.
(٤) تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٥٥ ، سير أعلام النبلاء ١٣ / ٥٦٢.
(٥) تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٥٥ ، سير أعلام النبلاء ٢ / ٨٨ ،
(٦) في سير أعلام النبلاء ١٣ / ٥٦٢ : «علمت» ، والمثبت أعلاه هو الأصحّ.
(٧) تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٥٦ ، سير أعلام النبلاء ١٣ / ٥٦٢.
(٨) وقال أبو حاتم ، وأبو زرعة الرازيّان : «أدركناه ولم نكتب عنه». (الجرح والتعديل ٢ / ٧٩).