بالخيرة (١) بعده ، فإن وفقت لدرك حقيقته سعدت سعادة عظيمة ، وإن اشمأزت نفسك عنه فلا غرو فإن كلا ميسر لما خلق له ؛ ونحن نقدر كأنك لم تسمع ولم تحلف ، ولا ضير عليك فى يمين صادقة ، فإن أبى الحلف خلاه ، وإن أنعم وأجاب فيه ، وجّه الحلف واستوفاه.
وأما حيلة الربط فهو أن يربط لسانه بأيمان مغلظة وعهود مؤكدة ، لا يجسر على المخالفة لها بحال. وهذه نسخه العهد :
يقول الداعى للمستجيب : «جعلت على نفسك عهد الله وميثاقه وذمة رسوله عليهالسلام ، وما أخذ الله على النبيين من عهد وميثاق ، أنك تسر ما سمعته منى وتسمعه ، وعلمته وتعلمه من أمرى وأمر المقيم بهذه البلدة لصاحب الحق الإمام المهدى ، وأمور إخوانه وأصحابه وولده وأهل بيته ، وأمور المطيعين له على هذا الدين ، ومخالصة المهدى ومخالصة شيعته من الذكور والإناث ، والصغار والكبار ؛ ولا تظهر من ذلك قليلا ولا كثيرا تدل به عليه ، إلا ما أطلقت لك أن تتكلم به أو أطلق لك صاحب الأمر المقيم فى هذا البلد أو فى غيره ؛ فتعمل حينئذ بمقدار ما نرسمه لك ولا تتعداه ؛ جعلت على نفسك الوفاء بما ذكرته لك وألزمته نفسك فى حال الرغبة والرهبة ، والغضب والرضى ، وجعلت على نفسك عهد الله وميثاقه أن تتبعنى وجميع من أسميه لك وأبينه عندك مما تمنع منه نفسك ، وأن تنصح لنا وللإمام ولى الله نصحا ظاهرا وباطنا ، وألا تخون الله ولا وليه ولا أحدا من إخوانه وأوليائه ومن يكون منه ومنا بسبب من أهل ومال ونعمة ؛ وأنه لا رأى ولا عهد تتناول على هذا العهد بما يبطله. فإن فعلت شيئا من ذلك وأنت تعلم أنك قد خالفته ، فأنت بريء من الله ورسله الأولين والآخرين ، ومن ملائكته المقربين ، ومن جميع ما أنزل من كتبه على أنبيائه السابقين ، وأنت خارج من كل دين ، وخارج من حزب الله وحزب أوليائه ، وداخل فى حزب الشيطان وحزب أوليائه ، وخذلك الله خذلانا بيّنا يعجل لك بذلك النقمة والعقوبة إن خالفت شيئا مما حلفتك عليه ـ بتأويل أو بغير تأويل ـ فإن خالفت شيئا من ذلك فلله عليك أن تحج إلى بيته ثلاثين
__________________
(١) يعنى : بالخيار.