وقد زَعَم أبو عبيدة أنه النَّجْمُ على أن كل ما طَلَع من الارض فقد نَجَم وهو إلى أن تتبين وُجوهُه كذلك فقَصْدُنا فى هذا الباب الى ذكر الشجر المُقاوِم للشتاء الباقى أصلُه وفرعُه وان أَرْسَلْتُ الاسمَ ارسالا عامًّا فالشجرُ كلُّه صِنْفان صِنْفٌ ذو ورق أو ما يجرى مجرى الورق وصنفٌ لا ورق له ولا ما يقوم مقام الورق وانما نباته قُضْبان سُلُبٌ والوَرَقُ ـ كلُّ ما تَيَسَّط تَبَسُّطا وما كان له عَيْرٌ فى وسطه تنتشر عنه حاشِيَتاه وما ليس بِوَرَقٍ الا أنه يقوم مقام الورق فهو الهَدَبُ والفَتَل وحكى عن أبى عبيدة العَبَل* قال* وهو كل ورق مفتول وكذلك حكى عن أبى عمرو والفَتَلُ أيضا صحيح وهو ما لم يَنْبَسط ولكن تَفَتَّل وكان كالهَدَب وذلك كهَدَب الطَّرْفاء والاثْل والارْطَى وقد اعْتَزَل النخل هذا كله كما اعْتَزل الشجر فلا يُسَمَّى شَجَرًا الا على التأويل أنه سَمَا فَشَجَر وإلا فلا ولو أنَّ قائلا قال فى أَرْضِى مائةُ شَجرةٍ يريد مائة نَخْلة لم يكن مُصِيبا وكلُّ ما أشبه النَّخْلَ وجَرَى مجراه فهو مثله وانما وَرَقُهُ خُوصٌ فى رَطْبه ويابسه وأيهما يقال له الخُوص فى بابه فانِّى مُفْرِد النخل وعازِلُه عن الشجر وكذلك الكَرْم والزَّرْع ان شاء الله تعالى وذو الهَدَب والوَرَقِ أيضا صِنْفان صِنْفٌ منه يُعْبِل وصنف لا يُعْبِل والاعْبال ـ سقوط الورق فى قُبُل الشتاء وللشجر تجنيس آخر وتصنيف سنذكرهما على حِدَةٍ ان شاء الله تعالى الشجرُ وجميعُ النَّبْت اذا طَلَع من الارض فَنَجَمَ فهو بَذْرٌ قبل أن يتلوّن بلون أو تُعْرَف وجوهه وهو أيضا جَدْرٌ وقد بَذَرَتِ الارضُ وأَجْدَرَتْ وهذا غير الجَدْر الخاص من النبات* وقال أبو نصر* نَجَمَ الشجرُ يَنْجُم نُجُومًا وفَطَر يَفْطُر فُطُورا وبَقَلَ يَبْقُل بُقُولا وذلك أوّل ما يَطْلُع وقد تقدّم البُقُول فى النبات الذى ليس بشجر وهذا أيضا يصلح فى نبات أفنانه اذا بَدَأَ الشجر فى الايراق* قال أبو نصر* بَصَّصَ الوَرَقُ حين ينفتح وهو مثل تَبْصِيص الجِرْو اذا فَتَح عَيْنَيْه فاذا ارْتَفَع ولم ينتشر فهو عُنْقَرٌ وعُنْقُر وكذلك أصْل القَصَب والبَرْدِىِّ وذكر ذلك أبو نصر* قال* واذا انتشر فهو حينئذ خُوصَةٌ وقد أَخْوَصَ* وقال بعض العلماء* هو الغُرْنُوق والجميع الغَرَانِيق ويقال للشاب الناعم الطَّرِىِّ غُرْنُوق وغُرَانِقٌ وقد تقدّم وهذا غير النوع من الشجر الذى يقال له الغَرَانق واحدها أيضا غُرْنُوق فاذا سَمَا وهو فى ذلك رَخْصٌ بعدُ رَطِيبٌ فهو عُسْلُوج