حاصلة من تركيب الأسماء ، ثنائيا وثلاثيا ، وكل من الأسماء يستدعي مظاهر متباينة ، بها يظهر أثر ذلك الاسم ، فكلّ منها يوجب تعلّق إرادته سبحانه وقدرته إلى إيجاد مخلوق يدلّ عليه ، أي على الذات الموصوفة بالصفة المتعيّنة والمتجلية بالتجلّي الخاص ، فإنها المراد بالاسم، كما عرفت ، فكلّ من الموجودات مظهر لاسم خاص إلهي ، فلذلك اقتضت رحمة الباري إيجاد المخلوقات كلها ، لتكون مظاهر لأسمائه الحسنى ، ومجالي لصفاته العليا.
مثلا : لما كان منتقما قهّارا ، أوجد المظاهر القهرية ، الّتي لا يترتب عليها إلّا أثر القهر ، من الجحيم وساكنيه ، والزقوم ومتناوليه.
ولمّا كان عفوا غفورا ، أوجد مجالي العفو والغفران ، يظهر فيها آثار رحمته.
وقس على هذا. فالملائكة ومن ضاهاهم من الأخيار ، وأهل الجنة ، مظاهر اللطف ، والشياطين ومن والاهم من الأشرار ، وأهل النار ، مظاهر القهر.
ومنها مظهر السعادة والشقاوة ، فمنهم شقي وسعيد.
قال بعض العلماء : الأعيان ليست مجعولة بجعل الجاعل ليتوجّه الإيراد بأن يقال : لم جعل عين المهتدي مقتضية للاهتداء ، وعين الضالّ مقتضية للضلال ، كما لا يتوجّه الإيراد بأن يقال : لم جعل عين الكلب كلبا نجس العين ، وعين الإنسان إنسانا طاهرا؟ بل الأعيان صور لأسمائه الإلهية ، ومظاهرها في العلم ، بل عين الأسماء والصفات القائمة بالذات القديمة، بل هي عين الذات من حيث الحقيقة ، فهي باقية أزلا وأبدا ، لا يتعلّق الجعل والإيجاد عليها ، كما لا يتطرّق