وله أيضا من جملة قصيدة :
ردي على الصبي إن كنت فاعله |
|
إن الصبي ليس من شاني ولا أربي |
جاوزت حد الشباب النضر ملتفتا |
|
إلى بنات الصبي يركضن في طلبي |
والشيب يهرب من جاري منيته |
|
ولا نجاء له في ذلك الهرب |
والمرء لو كانت الشعرى له وطنا |
|
صبت عليه صروف الدهر من صبب |
وهذا كلام مصقول مقبول عليه طلاوة غير مدفوعة ولا مجهولة. والشيب يهرب من جاري منيته له نظائر سيجئ التنبيه عليها بمشيئة الله وعونه.
* * *
وله من ابتداء قصيدة :
لابس من شبيبة أم ناض |
|
ومليح من شيبة أم راض |
وإذا ما امتعضت من ولع الشيب |
|
برأسي لم يغن ذاك امتعاضي |
ليس يرضي عن الزمان مرو |
|
فيه إلا عن غفلة أو تغاضى |
والتوقي من الليالي وإن خالفن |
|
شيئا شبيهات المواضي |
ناكرت لمتي وناكرت منها |
|
سوء هذي الأبدال والأعواض |
شعرات أقصهن ويرجعن |
|
رجوع السهام في الأغراض |
وأبت تركي الغديات والآصال |
|
حتى خضبت بالمقراض |
غير نفع إلا التعلل من شخص |
|
عدو لم يعده أبغاضي |
ورواء المشيب كالنحض في عيني |
|
فقل فيه في العيون المراض |
طبت نفسا عن الشباب وما سود |
|
من صبغ برده الفضفاض |
فهل الحادثات يا ابن عويف |
|
تاركاتي ولبس هذا البياض |
فهل الحادثات يا ابن عويف |
|
تاركاتي ولبس هذا البياض |
قوله (خضبت بالمقراض) في غاية الملاحة والرشاقة.