ومعنى " شيب يخصه " أي يخص الشباب ، فالهاء كناية عن الشباب.
وقوله " أو فناء يعمه " يعني يعلم المرء ، فالهاء في يعمه كناية عن المرء نفسه.
* * *
وله وهو ابتداء قصيدة :
أشوقا وما زالت لهن قباب |
|
وذكر تصاب والمشيب نقاب |
وغير التصابي للكبير تعلة |
|
وغير الغواني للبياض صحاب |
وما كل أيام المشيب مريرة |
|
ولا كل أيام الشباب عذاب |
أؤمل ما لا يبلغ العمر بعضه |
|
كأن الذي بعد المشيب شباب |
وطعم لبازي الشيب لا شك مهجتي |
|
أسف على رأسي وطار غراب |
لداتك إما شبت واتبعوا الردى |
|
جميعا وإما أن رديت وشابوا |
هذه الأبيات قوية مستوية مطبوعة الألفاظ بعيدة من التكلف ، والبيت الأخير يتضمن قسمة عليها بعض الطعن ، لأنه قد يشيب ولا تموت لداته بأن يشيبوا أيضا معه أو بعضهم ، وكذلك قد يموت هو ويموت بعض لداته ، فليس الواجب أنه متى شاب مات جميع لداته ولا أنه متى مات شاب جميعهم ، والقسمة تقتضي تعاقب كل واحد من الأمرين ووجوب أحدهما ، وقد بينا أن الأمر بخلاف ذلك ، والقسمة الصحيحة هي قولي :
والشيب إن فكرت فيه مورد |
|
لا بد يورده الفتى إن عمرا |
وقولي :
من عاش لم تجن عليه نوب |
|
شابت نواحي رأسه أو هرما |
وقولي :