أعرضن عني حين ولى الصبي |
|
واختلج الهم بقايا العرام |
وشاعت البيضاء في مفرقل |
|
شعشعة الصبح وراء الظلام |
سيان عندي أبدت شيبة |
|
في الفود أو طبق عضب حسام |
ألقى بذل الشيب من بعدها |
|
من كنت ألقاه بدل الغلام |
ترى جميم الشعر لما ذوي |
|
يراجع العظم بعد الثغام |
كم جدن بالأجياد لي والطلى |
|
فاليوم يبخلن برد السلام |
عدل رحمه الله في البيت الذي أوله " ألقى بذل الشيب " عن أن يقابل الذل بالعز إلى مقابلته بالدل ، لأن الدل بصورة الذل في الخط والوزن ، وفيه أيضا معنى العز ، فهو أليق بالمقابلة وأجمع لشروطها. فأما العظلم فهو نبت أسود العصارة ، وقيل إنه الوسمة ، والعرب تقول ليل عظلم أي مظلم.
* * *
وله وقد حلق وفرته بمنى ورأي فيها شيئا من البياض ، وهي قطعة مفردة :
لا يبعدن الله برد شبيبة |
|
ألقيته بمنى ورحت سليبا |
شعر صحبت به الشباب غرانقا |
|
والعيش مخضر الجناب رطيبا |
بعد الثلاثين انقراض شبيبة |
|
عجبا أميم لقد رأيت عجيبا |
قد كان لي قطط يزين لمتي |
|
ثروى السنان يزين الأنبوبا |
فاليوم أطلب للهوى متكلفا |
|
حصرا وألقى الغانيات مريبا |
أما بكيت على الشباب فإنه |
|
قد كان عهدي بالشباب قريبا |
أو كان يرجع ذاهب بتفجع |
|
وجوى شققت على الشباب جبوبا |
ولئن حننت إلى منى من بعدها |
|
فلقد دفنت بها الغداة حبيبا |
* * *