المعهود : المألوف لا ينفر منه. والشيب معتاد في من كبر وأسن وإنما ينفر مما خالف العادة :
والبيت الثاني نظير قول الشاعر :
والشيب أن يظهر فإن وراءه |
|
عمرا يكون خلاله متنفس |
لأن العمر في البياض أطول منه في السواد.
وعلى البيت الثالث سؤال : كيف يكون الشيب طاردا عن الفحشاء خاصة ومن شأنه أن يصد عن كل لذة ومتعة حسنة كانت أو قبيحة.
والجواب : إنني أردت أنه يصدني عن الفحشاء بوعظه وزجره لا بإعجازه ومنعه وإني قادر متمكن من مباح اللذات ، والبيت الرابع يقوي هذا المعنى.
والبيت الخامس والسادس من حسن ما فضل به البياض الذي هو لون المشيب على السواد.
* * *
ولي وهي قطعة مفردة :
نبت عينا أمامة عن مشيبي |
|
وعدت شيب رأسي من ذنوبي |
وقالت لو سترت الشيب عني |
|
فكم أخفي التستر من عيوبي |
فقلت لها أجل صريح ودي |
|
وإخلاصي عن الشعر الخضيب |
ومالك يا إمام مع الليالي |
|
إذا طاولن بد من مشيب |
وما تدليس شيب الرأس إلا |
|
كتدليس الوداد على الحبيب |
فلا تلحى عليه فذاك داء |
|
عياء ضل عن حيل الطبيب |
وإن بعيد شيبك وهو آت |
|
نظير بياض مفرقي القريب |