وإن تأبى فقومي ميزي لي |
|
نصيبك فيه يوما من نصيبي |
معنى البيت الثاني إنني خالص المودة صريح المحبة ، فلا أدنس ذلك بتزوير الشعر بالخضاب وتشبيهه بالشباب. وقد أفصحت عن هذا البيت الذي أوله " وما تدليس شب الرأس ".
وابن الرومي جعل من حضب للغواني معاقبا بغشهن في وده ، فقال :
قل للمسود حين شيب هكذا |
|
غش الغواني في الهوى إياكا |
كذب الغواني في سواد عذاره |
|
وكذبنه في ودهن كذاكا |
ومعنى البيت الذي أوله " وإن بعيد شيبك وهو آت " أننا سواء في الشيب وإنما هو واقع بي ومتوقع فيك ، وكل آت قريب.
والبيت الثالث معناه : إنك إن أثبت أننا في إشكال وأمثال فعرفيني الفرق بيني وبينك فيه ، وأي أمان لك مما نزل بي وحل عندي. وهذا من لطيف التسلية عن الشيب والاحتيال في دفع أحزانه وهمومه والاحتجاج على من عابه من النساء وذمه وقبحه.
* * *
ولي من قطعة مفردة :
أمن شعر في الرأس بدل لونه |
|
تبدلت ودا يا أسيماء عن ودي |
فإن يك هذا الهجر منك أو القلى |
|
فليس بياض الرأس يا اسم من عندي |
تصدين عمدا والهوى أنت كله |
|
وما كان شيبي لو تأملت من عمدي |
وليس لمن جازته ستون حجة |
|
من الشيب إن لم يرده الموت من بد |
ولا لوم يوما من تغير صبغة |
|
إذا لم يكن ذاك التغير في عهدي |