* * *
ولي وهي قطعة مفردة :
يقولون لي لم أنت للشيب كاره |
|
فقلت طريق الموت عند مشيبي |
قربت الردى لما تجلل مفرقي |
|
وكنت بعيدا منه غير قريب |
وكنت رطيب الغصن قبل حلوله |
|
وغصني مذ شيبت غير رطيب |
ولم يك إلا عن مشيب ذوائبي |
|
جفاء خليلي وازورار حبيبي |
وما كنت ذا عيب فقد صرت بعده |
|
تخط بأيدي الغانيات عيوبي |
فليس بكائي للشباب وإنما |
|
بكائي على عمري مضى ونحيبي |
البيت الذي أوله " وما كنت ذا عيب " يحتمل أن يكون المراد به إنني بعد المشيب بلا عيب على الحقيقة كما كنت غير أن الغانيات يتجر من علي بعد الشيب فيضفن إلي عيوبا ليست في. ويحتمل أن يراد أيضا أن عيوبي كانت مستورة مغفورة في ظل الشباب ، فلما قلص عني وانحسر أظهرت وأعلنت ، لأن الشافع في زال والعاذر لي حال. ويمضي هذا المعنى كثيرا.
* * *
ولي وهي قطعة مفردة قلتها في ذم الشيب :
بياضك يا لون المشيب سواد |
|
وسقمك سقم لا يكاد يعاد |
وقد صرت مكروها على الشيب بعد ما |
|
عمرت وما عند المشيب أراد |
فلي من قلوب الغانيات ملالة |
|
ولي من صلاح الغانيات فساد |
وما لي نصيب بينهن وليس لي |
|
إذا هن زودن الأحبة زاد |
وما الشيب إلا توأم الموت للفتى |
|
وعيش امرئ بعد المشيب جهاد |
* * *