يطلب إذا جلب نفعا وأثمر فائدة ، وإذا كان بالضد من ذلك فهو كالقصير من الزمان في عدم الانتفاع بطوله.
ومعنى " فكم من بياض ليس للغر " أي لا تعزوني عن المشيب ببياض لونه وإشراقه فليس كل بياض محمودا وإن كان بياض الغرر ممدوحا.
ومعنى البيت الثاني هو هذا بعينه ومؤكدا للأول وموضحا عنه.
* * *
ولي وهي قطعة مفردة :
قالت مشيبك فجر والشباب إذا |
|
زرناك ظلمة ليل فيه مستتر |
فقلت من كان هجري الدهر عادته |
|
ما آن له بضياء الشيب معتذر |
لا تسخطيه بهذا الشيب مصدوق |
|
على عيوب بضد الشيب تستتر |
ترين مني وضوء الشيب يفضحني |
|
ما زاغ عنه ورأسي أسود نضر |
معنى البيت الأول كأنه غريب. والجواب عن اعتذار المتمحل للهجر صحيح ، لأن من كان لا يلم بزيارة ولا يهم بلقاء سواء عليه ضياء أظهره أو سواد ستره.
والبيتان الأخيران بليغان في المعنى المقصود بهما.
وتقريب الشيب من قلوب من يطلب العيوب ويؤثر الظهور على الغيوب بأنه يظهر مكتومها ويبرز مستورها ، من ألطف المكايد وأغمضها.
* * *
ولي وهي قطعة مفردة :
نضوت ثياب اللهو عني فقلصت |
|
وشيبني قبل المشيب هموم |
وقد كنت في ظل الشباب بنعمة |
|
وأي نعيم للرجال يدوم |