وان أنت يوما تخيرت لي |
|
فشيبى أصلح من ميتتي |
فلا تغضبى من صنيع الزمان |
|
فما لك شيء سوى الغضبة |
معنى قولي فما لك شيء سوى الغضبة ان الغضب لا يفيد شيئا ولا تحصلين فيه الا على مجرد الغضب من غير فائدة.
فأما قولي فشيبى أصلح من ميتتي فقد تقدمت نظائره.
* * *
ولي وهي قطعة مفردة :
جزعت امامة من مشيب |
|
الرأس إذ سفهت امامه |
وتنكرت بعد الصدود |
|
وقد ألم بنا لمامه |
واستعبرت لما رأت |
|
في لمتى منه ابتسامه |
ورأت على ظلم المفارق |
|
من توضحه علامة |
مثل الثغامة لونها |
|
لكنها غير الثغامه |
وتظلمت منه على |
|
ان ليس تنفعها الظلامة |
ولقد أقول لها وكم |
|
من قائل أمن الملامة |
لا تنكري بدد المشيب |
|
فإنه ثمر السلامة |
من بليغ القول ومختصره وصف الشباب بأنه ثمر السلامة.
* * *
وهذا انتهاء ما خرج وصف المشيب من نظمي الى سلخ ذي الحجة من سنة احدى وعشرين وأربعمائة ، وان تراخى الأجل وترامى المهل واتفق فما يخرج من الشعر شيء من وصف الشيب ضممناه الى ما تقدم. والله ولي التوفيق في كل قول وعمل وهو حسبنا ونعم الوكيل ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.