إذعان لزومه ووجوبه لمكان الإرادة فهذا الحكم الاعتباري الَّذي كان الإنسان يعتبره للأمور بما أنها في الخارج إنما كان يعتبره لها بما هي معلومة وهو يتوهمها خارجية عينية أي أنه كان يعطى للأمر المعلوم بما هو معلوم حكم الأمر الخارجي بما هو موجود في الخارج وللعلم حكم الخارج وهذا هو الاعتبار فمطلق وجوب الجري على وفق الأحكام الخارجية الَّذي ينحل إليه جميع التكاليف العامة العقلية والخاصة المولوية ينتقل بحسب الوهم إلى المعلوم أو أن وجوب الجري ينتقل إلى مرحلة العلم انتقالا يضطر الإنسان إلى اعتباره فهذا الوصف الَّذي للعلم أعني وجوب الجري على وفقه أعني الحجية تطرق إليه الاعتبار مرتين إحداهما من حيث نفسه حيث إن هذا الوجوب نفسه معنى اعتباري غير حقيقي واتصاف الخارج بها وهمي لا حقيقي وإن كان الإنسان يصور لهذه المعاني الاعتبارية واقعية في نفس الأمر كما يجد الأمور الحقيقية موجودة ثابتة في الخارج ونفس الأمر.
وثانيتهما من حيث إعطاء ما يعتقده حكما للواقع للعلم وحكم الموجود في ظرف الواقع للمعلوم الموجود في طرف العلم هذا.
فظهر بذلك أن حجية العلم اعتبارية مجعولة ومن هنا تبين فساد الوجوه التي ذكروها على كون القطع حجة بالذات غير قابلة للجعل إثباتا ونفيا.
منها إن القطع طريق إلى الواقع كاشف عنه بنفس ذاته إذ القطع من حيث هو قطع مرآة محض لا استقلال له في قبال متعلقه.