ثم إنك عرفت في بحث الوضع ان اعتبار الوضع والدلالة اللفظية ما يقتضى به الفطرة الإنسانية ونظام الاجتماع فهو ما بنى عليه العقلاء ولا معنى للردع عنه كما عرفت نعم يمكن تصوير الردع عنه بحيث يكون من حيث أنه ردع أخذا كما مر.
ومن هنا يظهر أولا ان بناء العقلاء حجة بالذات بمعنى أنه ليس حجة يوسط.
وبه يتبين فساد ما ذكره المصنف رحمه الله في مسألة أصالة إمكان التعبد بالظن ان سيرة العقلاء على أصالة الإمكان عند الشك في التعبد على تقدير ثبوتها ممنوعة لعدم قيام دليل قطعي على اعتبارها انتهى.
وثانيا ان حجية الظهور غير مقيدة بالظن به فعلا أو بعدم الظن بالخلاف ولا بكون الإفهام مقصودا على أن حجية الظهور لو كانت مقيدة بأحد الثلاثة صح الاعتذار به عند المخالفة كان يقول العبد معتذرا عن المخالفة لسيده أني ما كنت ظانا بالفعل أو إني كنت ظانا بالخلاف أو ان وجه الكلام كان مع غيري ولم يقصد به تفهيمي مع أنها غير مسموعة عند العقلاء فالحجية ليست مقيدة بأحدها.
قوله : ولا فرق في ذلك بين الكتاب اه :
ينبغي أن يقيد بما سيذكره في أواخر الفصل من عدم حجية غير آيات الأحكام إلا أن يقال إن سقوط ظهورها عن الحجية من جهة الاقتران بالمانع.