وعمدتها من الاخبار ما في الكافي عن علي عليه السلام ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يقلبك عنه ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوء وأنت تجد لها في الخير سبيلا. وقوله عليه السلام لا تقولوا إلا خيرا حتى تعلموا ما هو (الحديث) وهي تدل على القاعدة في الجملة على ما سيأتي.
ويدل على القاعدة أيضا إجماع الفقهاء في الجملة على ما ادعى والسيرة القطعية من المسلمين في جميع الأعصار ويدل عليها أيضا بناء العقلاء بحيث لولاه لزم اختلاف النظام والمتيقن من الجميع ما إذا لم يعلم الحامل جهل الفاعل بوجه الصحة والفساد في الفعل أو مخالفة اعتقاد الفاعل لاعتقاد الحامل بحيث لا يجتمعان في عمل.
أقول وظاهر ان السيرة وبناء العقلاء بمعنى ان الإنسان في مرحلة الاجتماع إذا بنى في حياته على أصل ذا فروع مترتبة عليه حمل العقلاء كل فعل صادر عنه مما يلائم أصله على ما يوافقه حتى يحصل لهم العلم بالخلاف أما بالعلم بجهله بوجه الصحة والفساد في فعله وأما بالعلم بمخالفة اعتقاده لاعتقادهم وبالجملة كل واحدة من سيرة المسلمين وبناء العقلاء في جريانها مغياة بالعلم بالخلاف وهذا يكشف عن كونها أصلا لا أمارة.
فان قلت إن التأمل في طريقة العقلاء يعطى أنهم إنما يحملون على الصحة استنادا إلى ظاهر الحال فان الظاهر من حال من يركن إلى أصل أن يعتبره في أفعاله المتفرعة عليه سواء كان أصلا دينيا أو دنيويا ومن