الغيرية بالذات فامتناع الاجتماع في أطرافهما بالذات لا لعارض فارجع إلى محله واما اجتماع العالمية والمعلومية والمحبية والمحبوبية في الواحد غير ذي الجهات كالواجب عزّ اسمه فالذي هناك من المجتمعين هو العالم والمعلوم مثلا وليسا من المتضايفين وذي نسبة متكررة وهو واضح ثم المعنى المحكي بالعالمية مورد التضايف لدلالتهما على أخذ النسبة في الطرفين إلى الطرفين فتتكرر لكنهما معنيان انتزاعيان يعرضان له في العقل ويكفيه فرض التعدد بحسب صدق المفهوم عليه وان كان إحدى الذات بحسب العين فافهم ذلك.
نعم يرد على أصل المطلب بان الدال والمدلول ليسا من المتضايفين في شيء لعدم تكرر النسبة وقد قربه بعض الأساطين من مشايخنا «رض» بلزوم اتحاد المرات والمرئي والفاني والمفني فيه ولازمه كون الشيء معلوما وغير معلوم بنفسه لكنه كسابقه.
بيان ذلك انا نجد بعض الأشياء بحيث إذا حصل العلم بها تعقبه العلم بشيء آخر ونفقد هذا المعنى في بعض آخر منها ونجد القبيل الأول غير مختلف في تلك الحيثية ولا متخلف فالعلم بالدخان المتصاعد مثلا يتعقبه العلم بوجود نار هناك ثم لا يختلف ذلك بان يكشف عن النار مرة وعن غيرها أخرى ولا يتخلف بان يكشف تارة ولا يكشف أخرى وهذا يوجب ان يكون بين الشيئين رابطة ونسبة ثابتة غير متغيرة والنسب أمور غير مستقلة بنفسها ووجودها