قوله «ره» مما يكون مفهومه منتزعا عن الذات بملاحظة إلخ :
توضيح الكلام في المقام ان اشتراك جميع المشتقات من حيث المعنى الحدثي بالنظر إلى المعنى وفي الحروف الأصلية الدائرة بين الجميع بالنظر إلى اللفظ يقضى باشتقاق الجميع حتى المصدر واسمه عن أصل واحد وهو الّذي نسميه بالمادة أعني نفس الحروف الأصلية من غير تقيدها بحركة وسكون أو غيرهما والأوصاف من المشتقات لا تدل على أزيد من معنى واحد استقلالي وإذ كان المبدأ مدلولا عليه بالاستقلال فالمعنى الواحد الاستقلالي هو معنى المبدأ بإزاء المادة وما عداه معنى نسبي مدلول عليه بالهيئة أعني ما عدا المادة اما واحدا وأزيد من واحد وقد عرفت في الكلام على المعنى الحرفي انها غير مستقلة مفهوما ومصداقا وان انتزاع مفاهيمها من مصاديقها بتبع المستقل الّذي يحفظها فمفاهيم هذه الأوصاف منتزعة عن المبدأ بملاحظة تقيدها بأنحاء نسب اتحادها مع الذات فمفهوم اسم الفاعل هو الوصف المتحد مع الذات بنسبة القيام التجددي والمنتزع في الصفة المشبهة هو الوصف كذلك بنسبة القيام الثبوتي وفي اسم المفعول ما هو كذلك بنسبة القيام الوقوعي وفي اسم التفضيل ما هو كذلك بنسبة الشدة وفي صيغة المبالغة ما هو كذلك بنسبة الكثرة وفي اسم الزمان والمكان ما هو كذلك بنسبة الظرفية وفي اسم الآلة ما هو كذلك بنسبة الآلية وفي بناء المقدار ما هو كذلك بنسبة المقدار هذا.