لم يكن بحسب الحقيقة امرا.
قوله «ره» وبالجملة هما متحدان مفهوما وإنشاء وخارجا إلخ :
وظاهر ان الأول بحث لغوي والثاني بحث أصولي والثالث بحث عقلي فهنا ثلاث مقامات.
اما المقام الأول فالظاهر ان المفهوم من أحدهما لغة غير المفهوم من الآخر بمعنى انهما ليسا بمترادفين بل المتحصل من موارد استعمالهما ان الطلب هو الإرادة فيما كان المراد محتاجا في حصوله إلى مئونة سعى وحركة يقال خرج فلان يطلب الرزق ولا يقال يريد الرزق وفي الحديث طلب العلم فريضة على كل مسلم ولا يقال إرادة العلم بخلاف الإرادة يقال خرج فلان يريد الحج ولا يقال يطلب الحج وقال تعالى تريدون عرض الحياة الدنيا ولا يقال تطلبون وقال تعالى يريدون وجه الله ولا يقال يطلبون ففي مورد الإرادة نوع من قرب الحصول كأنه موصول بالإرادة غير مفصول عنها بخلاف مورد الطلب ففيه تحقق للمطلوب وحصول غير ان حصول الطالب عليه ووجدانه إياه يحتاج إلى طي عمل وحركة ومنه يظهر ان استعمال الطلب في مورد الإرادة فيما وجد من الموارد من قبيل الاستعارة بالكناية والاستعارة التخييلية ثم ابتذل فالتحقق بالحقيقة بل الأصل في معناه ان يدور الإنسان للحصول على ما افتقده كطلب الضالة والمفقود ثم استعمل في إرادة المراد بنحو الاستعارة فافهم فاللفظان في اللغة لا مترادفان ولا متقاربان وان تقاربا ثانيا حتى كانا كالمترادفين.