كذلك ولو وجدنا إليه سبيلا حقيقيا غير اعتباري لأخذنا به وكان هو الكلام والبرهان قائم على ان وجود المعلول من حيث هو وجوده كاشف عن الخصوصيات الذاتيّة لعلته من أسمائه وصفاته وبالجملة هو دال دلالة ذاتية تفضيلية على ما عند علته فحد الكلام منطبق عليه فهو كلام لها بهذه الجملة كما انه كلمتها من جهة أخرى.
فللكلام مرتبتان مرتبة اعتبار ومرتبة حقيقية وحده واقع على كل بحسبه.
إذا عرفت هذا علمت ان كلام الله سبحانه ان أريد به الوجه الأول على أحد اعتباراته الثلث كان امرا غير حقيقي لا ماهية له خارجا عن مقسم الوجوب والإمكان والحدوث والقدم غير متصف بشيء من ذلك إلّا بالعرض كما وقعت الإشارة إليه في بعض الاخبار وان أريد به الوجه الثاني كان جميع الموجودات كلاما له تعالى كما انها كلمات له تامة أو غيرها وكان الكلام بهذا المعنى في الخلق وعدمه والقدم والحدوث تابعا لما يقتضيه وجوده وبقية الكلام مرجوع إلى محله.
قوله «ره» واما الجمل الخبرية إلخ :
هذا بالنظر إلى كون الصور العلمية الموجودة في الذهن غير ملحوظة استقلالا بل رابطة متوسطة بين اللفظ والخارج فلا تعد مداليل بل اللفظ كأنه يحكى عن الخارج ونفس الأمر بلا وساطتها وإلّا فالصور العلمية هي المداليل بالذات ولو لا ذلك لزم خلو الكلام في صورة