يقال : ان الكلام على ما يستبق إلى أذهاننا في بادئ الحال هو ما يؤلفه الإنسان من حروف الهجاء لدلالة المخاطب على ما في ضميره فهو امر مؤلف من أمور حقيقية وهو الأصوات واعتبارية وهي الدلالة والقيود الأخر فهو امر اعتباري ثم انا نعلم بأدنى تأمل ان اعتبار كون المؤلف هو الإنسان وكذا المخاطب وكذا وجود ضمير ماله من خصوص المورد من دون دخالة لها في حد الكلام فالكلام عند ما هو المؤلف من ألفاظ للدلالة على المعنى ثم انا لا نشك إذا تأملنا ان كلام المتكلم شخص التأليف الصوتي الدال الّذي قام بالمتكلم بتكلمه ثم ففي زوال التموج والاهتزاز الجوي.
فهذا أو لا ثم نتوهم له بقاء ببقاء اثره في النفوس ما دام باقيا فنقول لمن أوجد كلاما يحاذي كلام زيد انه كلام زيد بعينه وان هذا شعر إمرئ القيس أو خطبة علي عليهالسلام بعينه.
وهذا ثانيا ثم نتوهم له بقاء في نفس الأمر ثبوتا غير متغير على حد ما نذعن به في الماهيات الحقيقية من الثبات في نفس الأمر.
وهذا ثالثا ثم انك قد عرفت مما أسلفناه ان حدود الاعتبارات تتبع الآثار الحقيقية المترتبة عليها بالاعتبار فإنما زيد آثار الحقيقية ثم لا نجد موضوعها فنعطي حد موضوعها لما ليس هو هو والأثر الحقيقي في الكلام هو الإنباء عن المعنى أو الانتقال إليه فالكلام هو موضوع هذا الإنباء غير انا لما لم نجد إليه سبيلا الا بتأليف ألفاظ موضوعة اعتبرناه