ما آمن بي من فسّر كلامي برأيه ، وما عرفني من شبّهني بخلقي ، وما على ديني من استعمل القياس في ديني».
وعن تفسير العياشي عن أبي عبد الله عليهالسلام : «قال : من حكم برأيه بين اثنين فقد كفر ،
______________________________________________________
الّتي أنزلها على أنبيائه وأوليائه من غير قصد التحدّي ، بينما القرآن نزل بقصد التحدّي ، وانّه المعجز للجنّ والانس عن الاتيان بمثله ابدا.
ولا يخفى : انّ الملائكة أيضا عاجزون عن ذلك ، لكنّهم ليسوا مكلّفين بتكاليفنا ، ولذا لم يذكروا في باب التحدّي.
(«ما آمن بي من فسّر كلامي برأيه»).
والمراد ايمانا غير مشوب بالعصيان ، فالمفسر عاص لله تعالى.
(«وما عرفني من شبّهني بخلقي»).
فانّ الله ليس شبيها بالخلق ، فاذا شبهه أحد بهم ، لم يكن عارفا به سبحانه.
(«وما على ديني من استعمل القياس في ديني») (١).
لأنّ الاحكام تابعة للمصالح والمفاسد ، والقياس لا طريق له إلى تلك المصالح والمفاسد.
(وعن تفسير العياشي ، عن ابي عبد الله) الصادق (عليهالسلام قال : «من حكم برأيه بين اثنين فقد كفر ..») (٢) ، أي كفرا عمليّا ، فانّ الكفر عقيدي ، وهو : عدم الاعتقاد بواحد من اصول الدّين ، وعملي ، وهو : عصيانه سبحانه في ما أمر أو نهى.
__________________
(١) ـ الأمالي للصدوق : ص ٦ ، التوحيد : ص ٦٨ ، مشكاة الانوار : ص ٩ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ٤٥ ب ٦ ح ٣٣١٧٢.
(٢) ـ بحار الانوار : ج ٩٢ ص ١١١ ح ١٥ ، تفسير العياشي : ج ١ ص ١٨ ، بحار الانوار : ج ٩٢ ص ١١١ ب ١ ح ١٥ وج ١٠٤ ص ٢٦٤ ب ١ ح ٩.