وقوله عليهالسلام ، لمن أطال الجلوس في بيت الخلاء لاستماع الغناء اعتذارا بأنّه لم يكن شيئا أتاه برجله : «أما سمعت قول الله عزوجل : (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُ
______________________________________________________
ولا يخفى : انّ تصديق المؤمنين في امثال ذلك على وجهين :
الأوّل : ترتيب الاثر الشرعي عليه ، باجراء الحد على من اشتهر بانّه : يشرب الخمر ، او يزني ، او ما اشبه ذلك ، وهذا له موازينه الفقهية.
الثاني : ترتيب الاثر العرفي عليه ، بعدم الاطمئنان اليه ، فاذا شهد المؤمنون على انّه : يشرب الخمر ، أو يأكل اموال الناس ، او نحو ذلك فلا يزوجه ابنته ، لان تزويجها من شارب الخمر ، مكروه كراهة شديدة ، ولا يودعه امواله ، لأنّه معرض لإتلافها ، وهكذا.
والمراد من الآية هنا هو : الثاني والامام عليهالسلام قد استدل لابنه اسماعيل بظاهر الآية ، ممّا يدلّ على حجيّة الظاهر.
(وقوله عليهالسلام ، لمن اطال الجلوس في بيت الخلاء ، لاستماع الغناء) حيث كان له جار يلهو بالغناء وكان ملاصقا لبيت الخلاء ، فاذا ذهب للتخلّي أطال الجلوس هناك حتّى يستمع (اعتذارا) منه (بانّه) في استماعه هذا(لم يكن شيئا اتاه برجله) فانّه لم يذهب إلى محل الغناء حتّى يكون مرتكبا للاثم ، بل ذهب للتخلي ، والذهاب إلى التخلي جائز شرعا.
لكن كلامه هذا واستدلاله كان غير صحيح ، اذ الامام عليهالسلام استشكل على استماعه ، لا على ذهابه إلى محل الغناء ، كمن يقف في سطح داره للاستهلال ، ثمّ ينظر إلى نساء الجيران ، فانّ نظره حرام ، لا ذهابه إلى السطح للاستهلال.
ولهذا قال له (اما سمعت قول الله عزوجل : (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ ، كُلُ