وهذا أيضا يدلّ على تقرير الامام عليهالسلام ، لهما في التعرّض لاستفادة الأحكام من الكتاب والدخل والتصرّف في ظواهره.
ومن ذلك
______________________________________________________
الاصنام ، قال : فأنزل الله : ـ «إنَّ الصَّفا وَالمَروَةُ مِن شَعائِر اللهَ فَمَن حَج البيتَ او اعتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيهِ أن يَطَّوف بِهِمَا (١)» (٢) أي : والاصنام عليهما.
وفي رواية محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : سمعته يقول : (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ) يقول : لا حرج عليكم أن يطوف بهما ، فقد قالوا : كنّا نطوف بهما في الجاهلية ، فاذا جاء الاسلام ، فلا نطوف بهما ، قال : وأنزل الله عزوجل هذه الآية.
وفي رواية أخرى ، عن الصادق عليهالسلام : انّه كان على الصفا والمروة أصنام ، فلمّا أن حجّ الناس لم يدروا كيف يصنعون ، فانزل الله هذه الآية ، فكان الناس يسعون ، والاصنام على حالها ، فلمّا حجّ النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، رمى بها (٣).
(و) كيف كان ، فانّ (هذا أيضا ، يدلّ على تقرير الامام عليهالسلام لهما) أي لزرارة ومحمد بن مسلم (في التعرض ، لاستفادة الاحكام من الكتاب ، والدّخل والتصرّف في ظواهره) اذ لو لم يكن يستفاد من الكتاب شيء ، لم يكن مكان ، لاعتراض زرارة ومحمد بن مسلم ، على الامام عليهالسلام في الاستفادة من الآية المباركة ، ولم يكن الامام يجيب بمثل هذا الجواب ، بل كان يجيب بأنّ القرآن لا ظاهر له ، فلا حقّ لكما في الاستفادة منه.
(ومن ذلك) أي : من الاخبار الدالة على حجّيّة ظواهر القرآن ، في غير موارد
__________________
(١) ـ سورة البقرة : الآية ١٥٨.
(٢) ـ وسائل الشيعة : ج ١٣ ص ٤٦٩ ب ١ ح ١٨٢٢٧.
(٣) ـ بحار الانوار : ج ٢١ ص ١١٦ باب فتح مكة ح ١١.