وكيف كان ، فدعوى دلالة كلام الشيخ في العدّة على موافقة السيّد ، في غاية الفساد. لكنّها غير بعيدة ممّن يدّعي قطعيّة صدور أخبار الكتب الأربعة ، لأنّه إذا ادّعى القطع لنفسه بصدور الأخبار التي أودعها الشيخ في كتابيه ، فكيف يرضى للشيخ ومن تقدّم عليه من المحدّثين أن يعملوا بالأخبار المجرّدة عن القرينة.
______________________________________________________
(وكيف كان ، فدعوى دلالة كلام الشيخ في العدّة على موافقة السيّد) في حجّية خبر الواحد الّذي يحتفّ به القرائن القطعية (في غاية الفساد) لما عرفت : من انّ ذلك هو قول السيّد ، وأمّا الشيخ فانه يقول : بحجّية الخبر المجرد إذا كان جامعا للشرائط.
(لكنّها) أي : لكن هذه الدعوى مع كونها في غاية الفساد (غير بعيدة ممّن يدّعي قطعيّة صدور أخبار الكتب الأربعة) فانّ الأخباريين إذا ذهبوا إلى قطعيّة صدور أخبار الكتب الأربعة ، لا بدّ لهم أن يقولوا : بأنّ الشيخ أيضا يقول : بأن الخبر القطعي ، حجّة ، لأنهم يرون إنّ الشيخ أيضا اعتمد على الكتب الأربعة ، فاذا كانت الكتب الأربعة قطعيّة كان معناه انّ الشيخ أيضا يقول : بقطعية الأخبار.
(لأنّه) أي : لأنّ الأخباري (إذا ادّعى القطع لنفسه بصدور الأخبار الّتي أودعها الشيخ) ـ مثلا ـ (في كتابيه) المعروفين في الحديث ، وهما التهذيب والاستبصار (فكيف يرضى للشيخ) أو يحتمل في حق الشيخ (ومن تقدّم عليه ، من المحدّثين : ان يعملوا بالأخبار المجرّدة عن القرينة؟).
وعلى أي حال : فكلام الشيخ دال على حجّية الخبر بما هو خبر ، وإن لم يكن محفوفا بالقرينة.