فلو لا قبولهم لما يسنده الثقة إلى الثقة لم يكن وجه لقبول مراسيل ابن أبي عمير ، الذي لا يروي الّا عن الثقة والاتفاق المذكور قد ادّعاه الشهيد في الذكرى ايضا.
______________________________________________________
فلذلك أرسل احاديثه.
وعن النجاشي «انّه قيل إنّ أخته دفنت كتبه في حال استتارته وكونه في الحبس أربع سنين ، فهلكت الكتب ، وقيل بل تركتها في غرفة فسال عليها المطر فهلكت ، فحدّث بما كان في حفظه ، وبما بقي له في أيد الناس ، فلذلك أصحابنا يسكنون الى مراسيله».
إذن : فمراسيله في الحقيقة ، مسانيد معلومة الاتصال والاسناد إجمالا ، وان فاتته طرق الاسناد على التفصيل ، لا انهما مراسيل على المعنى المصطلح حقيقة ، ومن المعلوم : إنّ الأصحاب انّما يحكمون بأنّ مراسيله في حكم المسانيد ، لجلالة قدر ابن أبي عمير.
وعليه : (فلو لا قبولهم) أي : الاصحاب (لما يسنده الثقة الى الثقة) أي : لو لم يكن خبر الثقة عن الثقة الى أن يتصل بالامام عليهالسلام حجّة عند الأصحاب (لم يكن وجه لقبول مراسيل ابن أبي عمير ، الذي لا يروي الّا عن الثقة) وهذا هو قرينة على اعتماد الأصحاب على أخبار الثقاة.
(والاتفاق المذكور) في اعتماد الأصحاب على مراسيل ابن أبي عمير (قد ادّعاه الشهيد في الذكرى ايضا) فقد قال في محكي الذكرى : انّ الأصحاب اجمعوا على قبول مراسيل البزنطي ، وابن أبي عمير ، وصفوان بن يحيى.