في انه قد لا يعلم به ، لاعراض الاصحاب عنه أو لخلل آخر. فالمراد أنّ المقبول عندهم ما تركن اليه النفس وتثق به.
هذا ما حضرني من كلمات الاصحاب ، الظاهرة في دعوى الاتفاق على العمل بخبر الواحد الغير العلميّ في الجملة ، المؤيدة لمّا ادعاه الشيخ ، والعلّامة.
______________________________________________________
الضابط الامامي (في أنه قد لا يعمل به ، لاعراض الاصحاب عنه ، أو لخلل آخر) فيه ، كالابتلاء بمعارض ، أو نحو ذلك ، فالقدماء يعملون بكل خبر يركن النفس اليه ، ولا يشترطون شروط المتأخّرين ، لا من حيث السّند ، ولا من حيث عدم الاعراض ، وما أشبه ذلك.
وعليه : (فالمراد) أي : مراد الشيخ البهائي (: إنّ المقبول) وهو الخبر المعمول به (عندهم) أي : عند القدماء (ما تركن اليه النفس وتثق به) (١) من دون ملاحظة أمر آخر ، فكلامه مؤيّد لمّا ادعاه الشيخ : من الاجماع على العمل بخبر الواحد. (هذا ما حضرني من كلمات الاصحاب ، الظاهرة في دعوى الاتفاق على العمل بخبر الواحد غير العلميّ في الجملة) على اختلافهم في مناط الحجّية بالنسبة الى الخبر الواحد ، فانّهم وان اختلفوا في مناطه ، لكنهم اتفقوا جميعا على العمل به ، سواء قلنا : بأنه يشترط أنّ يكون عدلا ، أو ثقة ، أو قلنا : بأنه يسقط بالإعراض أو لا يسقط.
وعليه : فانّ المهم هو الجامع بين هذه الكلمات (المؤيدة) أي : هذه الكلمات (لما ادعاه الشيخ ، والعلّامة) الحليّ ، والسيّد ابن طاوس ، والعلّامة المجلسي ،
__________________
(١) ـ مشرق الشمسين : ص ٢٦٩.