ثمّ ضممت إلى ذلك ، ظهور عبارة أهل الرّجال في تراجم كثير من الرّواة في كون العمل بالخبر الغير العلميّ مسلّما عندهم ، مثل قولهم : فلان لا يعتمد على ما ينفرد به ، وفلان مسكون في روايته ،
______________________________________________________
الدال على كفاية الاطمئنان في الاخذ بالخبر الواحد.
ولعلّ هذا الخبر هو ما نقله الآشتياني في حاشيته على الرّسائل : من رواية ابن بابويه في كتاب التوحيد عن الرضا عليهالسلام ، انّه قال :
إنّ الله تعالى كان أوحى الى إبراهيم عليهالسلام : إنّي متخذ من عبادي خليلا ، إن سألني إحياء الموتى أجبته فوقع في نفس إبراهيم إنّه ذلك الخليل ، فقال : ربّ أرني كيف تحيي الموتى؟.
قال : أو لم تؤمن؟.
قال : بلى ، ولكن ليطمئن قلبي ، على الخلّة (١) ، الحديث.
(ثمّ ضممت إلى ذلك ، ظهور عبارة أهل الرجال في تراجم كثير من الرّواة) أي : ظهور كلماتهم (في كون العمل بالخبر غير العلميّ) كان (مسلّما عندهم ، مثل قولهم :) أي : قول الرجاليين :
(فلان لا يعتمد) عليه ، بصيغة المجهول أي : لا يكون الاعتماد على رواياته (على ما ينفرد به) أي : في نقل الخبر ، بأن يكون ناقل الخبر هو وحده ، أما اذا نقل الخبر غيره أيضا ، فانّه يمكن الاعتماد عليه.
(وفلان مسكون في روايته) أي : توقف الأصحاب وسكنوا في روايته ، فلا يردّونه ولا يقبلونه.
__________________
(١) ـ حاشية الآشتياني على الرسائل ولعله ما نقله عن عيون أخبار الرضا : ج ٢ ص ٢١ ـ ٢٢.