قائمة الکتاب
4 ـ استقرار سيرة العقلاء على العمل بالخبر الواحد
١٦٧
إعدادات
الوصائل إلى الرسائل [ ج ٤ ]
الوصائل إلى الرسائل [ ج ٤ ]
المؤلف :آية الله السيد محمد الشيرازي
الموضوع :أصول الفقه
الناشر :مؤسسة عاشوراء للطباعة والنشر
الصفحات :400
تحمیل
يكفي في ردعهم الآيات المتكاثرة والأخبار المتظافرة بل المتواترة على حرمة العمل بما عدا العلم.
قلت : قد عرفت انحصار دليل حرمة العمل بما عدا العلم في أمرين ، وإنّ الآيات والأخبار راجعة إلى أحدهما.
الاول : إنّ العمل بالظنّ والتعبّد به ، من دون توقيف من الشّارع ،
______________________________________________________
الأحكام الشّرعيّة ، و (يكفي في ردعهم : الآيات المتكاثرة ، والأخبار المتظافرة ، بل المتواترة على حرمة العمل بما عدا العلم) مثل قول سبحانه : (وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) (١) ، وقوله تعالى : (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَ) (٢).
وغير ذلك من الآيات والرّوايات الّتي تقدّم ذكر جملة منها.
(قلت :) هذه الآيات والأخبار لا تردعهم عن الاخذ بخبر الثّقة ، وانّك (قد عرفت) في بحث أصالة حرمة العمل بالظّنّ (: انحصار دليل حرمة العمل بما عدا العلم) فيما اذا لم يكن إذن من الشّارع أو كان الشّارع قال شيئا ، وغير العلم يريد ابطال ذلك الشيء ، مثل : أنّ يعلم بخبر الفاسق في قبال الدليل الشرعي الّذي قام على حكم من الأحكام ، سواء كان ذلك الدليل الشرعي أصلا لفظيا ، أو أصلا عمليا.
هذا ، والاخذ بخبر الثّقة ليس من قبيل هذين الامرين ، فلم يردع عنه الشّارع ، فإنّ ردع الشّارع إنّما يكون (في أمرين ، وإنّ الآيات والأخبار) النّاهية عن العمل بغير العلم (راجعة إلى أحدهما) أي : أحد الأمرين الآتيين :
(الاول : إنّ العمل بالظنّ والتعبّد به ، من دون توقيف) وترخيص (من الشّارع ،
__________________
(١) ـ سورة الاسراء : الآية ٣٦.
(٢) ـ سورة الانعام : الآية ١١٦.