ومنهم السيّد قدسسره حيث أورد على نفسه في المنع عن العمل بخبر الواحد وقال : «فان قلت : إذا سددتم طريق العمل بأخبار الآحاد ، فعلى أي شيء تعوّلون في الفقه كلّه؟ فأجاب بما حاصله : دعوى انفتاح باب العلم في الأحكام».
ولا يخفى : انّه لو جاز طرح الأحكام المجهولة ، ولم يكن شيئا منكرا ، لم يكن وجه للايراد المذكور ، اذ الفقه حينئذ ليس إلا عبارة عن الاحكام التي قام عليها الدليل والمرجح وكان فيه معوّل ، ولم يكن وقع ايضا للجواب
______________________________________________________
(ومنهم : السيد) المرتضى (قدسسره ، حيث أورد على نفسه في المنع عن العمل بخبر الواحد) لأنّ السيّد المرتضى لا يعمل بالخبر الواحد (وقال : فان قلت : إذا سددتم طريق العمل بأخبار الآحاد) حيث لم تروها حجّة (فعلى أيّ شيء تعولون) وتعتمدون (في الفقه كلّه) من أوله الى آخره؟.
(فاجاب بما حاصله : دعوى : انفتاح باب العلم في الأحكام) (١) وعليه : فلا حاجة الى الخبر الواحد.
(ولا يخفى : إنّه لو جاز طرح الأحكام المجهولة ، ولم يكن) الطرح (شيئا منكرا) بديهي العدم (لم يكن وجه للايراد المذكور) من السيّد على نفسه (اذ) للسيّد أن يجيب عن هذا الايراد : بأنّ (الفقه حينئذ) أي : حين الجهل بكثير من الاحكام (ليس الّا عبارة عن الأحكام التي قام عليها الدّليل والمرجح ، وكان فيه معوّل) وهو ما قام عليه الدّليل المذكور. (و) كذا (لم يكن وقع أيضا للجواب)
__________________
(١) ـ رسائل الشريف المرتضى : ج ٣ ص ٣١٢ إبطال العمل بأخبار الآحاد.