ومن صار اليه لا يحسن مكالمته ، لأنّه يكن معولا على ما يعلم ضرورة من الشرع خلافه ، انتهى.
ولعمري ، إنّه يكفي مثل هذا الكلام من الشيخ في قطع توهّم جواز الرّجوع الى البراءة عند فرض فقد العلم ، والظنّ الخاصّ في أكثر الأحكام.
ومنهم العلّامة في نهج المسترشدين ، في مسألة إثبات عصمة الامام ،
______________________________________________________
امورهم الكثيرة (ومن صار اليه) أي : الى هذا الحدّ (لا يحسن مكالمته) يعني إنّه يحب أن يترك (لأنّه يكون معوّلا) ومعتمدا (على ما يعلم ضرورة من الشرع خلافه (١) ، انتهى).
فان من ضرورة الشرع : إنّ الانسان يحتاج الى العمل بالأحكام الكثيرة ، المستندة الى الأخبار التي لا قرائن للقطع بها ، وانّما حجّية هذه الأخبار الآحاد من جهة سندها ، وجهة دلالتها ، وجهة صدورها.
(ولعمري) أي : قسما بنفسي ، فانّ العمر بمعنى : النفس ، مأخوذ من العمر ، قال سبحانه : (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) (٢) (إنّه يكفي مثل هذا الكلام من الشيخ في قطع توهّم جواز الرّجوع الى البراءة عند فرض فقد العلم ، والظنّ الخاص) كالخبر الواحد ، والشهرة المحقّقة ، والاجماع المنقول ، ونحوها (في اكثر الاحكام) الشرعيّة ، فلا يكون أصل البراءة ، ولا أصالة العدم محكما في الاحكام.
(ومنهم : العلّامة في نهج المسترشدين في مسألة إثبات عصمة الامام ،
__________________
(١) ـ عدّة الاصول : ص ٥٦.
(٢) ـ سورة الحجر : الآية ٧٢.