حيث ذكر أنّه عليهالسلام ، لا بدّ أن يكون حافظا للأحكام.
واستدل بأنّ الكتاب والسنّة لا يدلّان على التفاصيل ـ إلى أنّ قال : والبراءة الأصلية ترفع جميع الأحكام.
______________________________________________________
حيث ذكر) العلّامة أعلى الله مقامه (إنّه عليهالسلام لا بدّ أن يكون) أي : الامام (حافظا للأحكام) التي تصل الى الأنام ، لا يقال : كيف والامام عليهالسلام غائب؟.
لانّه يقال : غاب بعد بيان الأحكام ، امّا بجزئياتها ، واما بقوانينها الكلّية المنطبقة على الصغريات ، التي يبتلى بها على طول الزمان.
ولهذا ورد عنهم عليهمالسلام : «ان عليهم الاصول وعلينا الفروع» (١).
وقال عليهالسلام : «أمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة أحاديثنا ، فانّهم حجتي عليكم ، وانا حجّة الله عليهم» (٢).
(واستدل) العلّامة (: بأنّ الكتاب والسنة لا يدلّان على التفاصيل) وان كان فيهما اصول الأحكام وقواعدها الكلّية (إلى انّ قال : والبراءة الأصلية ترفع جميع الأحكام) (٣) اي : إنّ أحدا لو قال : إنّا نتمكن من العمل بالبراءة الأصلية في مورد الشّك في الأحكام ، فنستغني بذلك عن الامام ، فيقال له : انّ الاعتماد على البراءة الأصلية في الأحكام الكثيرة الّتي نحتاج فيها الى الرّوايات ، يوجب رفع أكثر
__________________
(١) ـ فقد ورد عن الامام الصادق عليهالسلام : «علينا ان نلقي اليكم الاصول وعليكم ان تفرّعوا». وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ٦١ ب ٦ ح ٣٣٢٠١ وورد عن الامام الرضا عليهالسلام : «علينا القاء الاصول وعليكم التفريع». وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ٦٢ ب ٦ ح ٣٣٢٠٢.
(٢) ـ منتخب الانوار المضيئة : ص ١٢٢ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١٤٠ ب ٩ ح ٣٣٤٢٤ ، كمال الدين : ص ٤٤٠ ب ٤٥ ح ٤ وفيه (حديثنا) ، الغيبة : ص ١٧٧.
(٣) ـ نهج المسترشدين : ص ٦٣.