ومنهم بعض أصحابنا في رسالته المعمولة في علم الكلام المسمّاة بعصرة المنجود ، حيث استدلّ على عصمة الامام عليهالسلام بأنّه حافظ للشريعة ، لعدم إحاطة الكتاب والسنّة به ـ الى أن قال ـ : «والقياس باطل ، والبراءة الأصليّة ترفع جميع الاحكام» ، انتهى.
ومنهم الفاضل المقداد في شرح الباب الحادي عشر ، الّا أنّه قال : «إنّ الرّجوع الى البراءة الأصليّة ترفع أكثر الاحكام».
والظاهر أنّ مراد
______________________________________________________
الأحكام ، وقول العلّامة : «جميع الأحكام» ، من باب المسامحة.
(ومنهم : بعض أصحابنا في رسالته المعمولة في علم الكلام المسمّاة) تلك الرسالة (بعصرة المنجود ، حيث استدل على عصمة الامام عليهالسلام بانّه حافظ للشريعة ، لعدم إحاطة الكتاب والسنّة به) أي : بكل حكم حكم يبتلى به الانسان.
(الى أن قال : والقياس باطل) فلا يمكن أن يقال : لا حاجة الى الامام ، لأنّا نقيس الأحكام غير الموجودة بالأحكام الموجودة ، وذلك للنص على بطلان العمل بالقياس في الشريعة (والبراءة الأصليّة ترفع جميع الأحكام) (١) فلا يمكن العمل بالبراءة الأصليّة ـ ايضا ـ عوضا عن الامام عليهالسلام (انتهى) كلام هذا المستدلّ.
(ومنهم : الفاضل المقداد في شرح الباب الحادي عشر : إلّا إنّه قال : انّ الرّجوع الى البراءة الأصلية ترفع أكثر الأحكام) (٢) وهذا لم يأت بالمجاز الذي أتى به العلّامة وصاحب رسالة : عصرة المنجود ، ولذا قال الشيخ : (والظاهر : أنّ مراد
__________________
(١) ـ عصرة المنجود مخطوط.
(٢) ـ النافع ليوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر : ص ٤٧.