لكنّ هذا الجواب من العامّة القائلين بعدم إتيان النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بأحكام جميع الوقائع.
______________________________________________________
عن المدرك.
(لكنّ هذا الجواب) إنّما يكون تاما (من العامّة القائلين بعدم إتيان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بأحكام جميع الوقائع) فان العامّة لا يلتزمون بوجوب وقائع كثيرة ، حتى يلزم من إجراء البراءة الخروج عن الدّين ، بل إنّهم يقولون : إن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم جاء بأحكام قليلة ، فإجراء البراءة في غير تلك الأحكام لا يوجب خروجا عن الدّين ، وأما نحن الامامية ، فحيث نقول : بأن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم جاء بكل الأحكام جزئيا أو كليا.
فقد قال سبحانه : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ...) (١).
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ما من شيء يقرّبكم من الجنّة ويباعدكم من النّار إلّا وقد أمرتكم به ، وما من شيء يقربكم من النّار ويباعدكم من الجنّة إلّا وقد نهيتكم عنه» (٢). وفي الحديث ، «إنّ في الشريعة بيان كل شيء حتى أرش الخدش» (٣) ، وفي آخر : «حتى أرش الغمز» ـ فلا نتمكن من التمسك بالبراءة في كثير من الأحكام ، لأن التمسك بها يوجب الخروج عن الدّين.
وعبارة المصنّف : «هذا الجواب» : مبتدأ ، و «من العامّة» : خبر.
__________________
(١) ـ سورة المائدة : الآية ٣.
(٢) ـ الكافي (اصول) : ج ٢ ص ٧٤ ح ٢ ، وسائل الشيعة : ج ١٧ ص ٤٥ ب ١٢ ح ٢١٣٩ ، بحار الأنوار : ج ٧٠ ص ٩٦ ب ٤٧ ح ٣ وورد نظيره في المستدرك : ج ١٣ ص ٢٧ ب ١٠ ح ١٤٦٤٣.
(٣) ـ الكافي (اصول) : ج ١ ص ٩ ح ٣ وج ٧ ص ١٥٧ ح ٩ ، الاحتجاج : ص ١٥٣ ، بصائر الدرجات : ص ١٤٢ ح ٣ ، المحاسن : ص ٢٧٣ ، نوادر القمي : ص ١٦١.